«الجيولوجيون السعوديون» ينظم جولة لمعرفة علوم الأرض

«الجيولوجيون السعوديون» يساهمون في زيادة الوعي الجيولوجي الحقلي لدى الطلاب

«الجيولوجيون السعوديون» ينقلون خبراتهم الجيولوجية للأجيال من خلال الورش والرحلات الحقلية

ورشة ورحلة ميدانية مكثّفة للطلاب: جيولوجيا - تعدين - آثار- سياحة وتعرّف على مدن وقرى الوطن

استكشاف للرفّ العربي والدرع العربي والمناجم القديمة والحديثة

نظم  ”الجيولوجيون السعوديون“ ورشة ورحلة شارك فيها 33 طالبًا من قسم الجيولوجيا بكلية العلوم، وذلك لتسليط الضوء على معالم جيولوجية ومعدنية في بلادنا الغالية، ونشر المعلومة والثقافة الجيولوجية في المجتمع، وللطلبة ومنسوبي الجهات الرسمية والشركات ذات العلاقة بعلوم الأرض بمختلف فروعها وتخصصاتها.

رحلة عبر الزمن الجيولوجي:

اُخْتير مسار الرحلة بعناية فائقة؛ ليلبي أهدافها ويحقق للمشاركين أقصى فائدة، من خلال اختيار المواقع الجيولوجية، والمقاطع، والمنكشفات، والأدوات المناسبة للدراسة.

انطلقت الرحلة الساعة السادسة والنصف من صباح يوم السبت ١٢من شعبان لعام ١٤٤٤هـ، من ساحة مواقف المدرسة الابتدائية ٢٨٢،في حي الرائد.

وكان خطُّ سير الرحلة من الرياض إلى القويعية مرورًا بصخور رسوبية جوراسية تمتد أعمارها من نحو ٢٠٠ مليون سنة إلى نحو ١٥٠ مليون سنة، وصخور ترياسية تمتد أعمارها من نحو ٢٥١ مليون سنة إلى نحو ٢٠٠ مليون سنة، وصخور العصر اليومي مُمثّلة بمتكونات خف وعنيزة والشجراء التي تمتد أعمارها من ٢٧١ مليون سنة إلى نحو ٢٥١ مليون سنة، وأخيرًا صخور الدرع العربي النارية والمتحولة التي تمتد أعمارها من نحو 542 مليون سنة وأقدم.

رحلة عبر بيئات ترسيب مختلفة

يمرّ مسار الرحلة عبر صخور الرف العربي من الرياض إلى القويعية، صخور ترسبت في مختلف البيئات، صخور معظمها جيرية، وطينية، والقليل من المتبخرات، وجوراسية العمر تغلب عليها البيئات البحرية الضّحلة، مُمثّلة بمتكونات العرب، والجبيلة، وحنيفة، وطويق، وضرماء، ومرات.

ثم صخور ترياسية العمر تتكون من أنواع متبادلة من أحجار جير، وطفال، وأحجار رمل، ترسبت في بيئات قاريّة وبحرية، مُمثّلة بمتكونات المنجور، وجله، وسدير.

ثم أعلى صخور حقب الحياة القديمة ترسبت في بيئات  قارية وانتقالية وبحرية، مُمثّلة بمتكونات خف، وعنيزة، والشجراء.

سر الطين الأحمر:

ويفسر سبب وجود الطين الأحمر في تجاويف وصدوع وشقوق متكون الجبيلة، بأن التربة الحمراء في صخور متكون جبيلة هي ظاهرة تنتج عن إذابة الحجر الجيري بحمض الكربونيك ويبقى أكاسيد الحديد ونظرًا للونه الأحمر يسمى»تيرّا روزا

‏Terra rosa

وينتج عن  حمض الكربونيك تفاعل الماء مع ثاني أكسيد الكربون ويحول الكربونات غير الذائبة إلى بيكربونات ذائبة.

رحلة عبر التاريخ الطبيعي

يهيأ التنوع في بيئات الترسيب والصخور الفرصة لوجود مختلف أنواع الأحافير البحرية والقاريّة، ومنها: الشِّعاب المرجانية، والأمونيات، والقواقع، وطبعات النباتات، وجذوع الأشجار المتحجرة وغيرها.

النفط والغاز

تُشكّل الصخور الرسوبية ذات المسامية والنفاذية عنصرًا مهمًا من عناصر النظام النفطي، لذا فإن معظم الصخور الجيرية الجوراسية هي مكامن للنفط والغاز في شرقي المملكة وجنوب الرياض، كما أن معظم الطفال الجوراسية هي صخور مولدة للنفط، كما تختزن صخور أعلى حقب الحياة القديمة نفطًا وغازًا.

استكشاف المعادن

تزخر صخور الدرع العربي النارية والمتحولة بمختلف أنواع المعادن الفلزية، وتنتشر عند حافته الشرقية عشرات المناجم القديمة والمناجم النشطة.

وقام الفريق بزيارة منجم واعد وجديد هو منجم الخنيقية للنحاس والزنك، ومشاهدة صخور المعدن الخام، وكذلك عمليات الحفر لاستخراج عينات الصخور الأسطوانية تحت السطحية، والاطلاع على العينات وما تحتوي عليه من معادن.

رحلة -بفضل الله- موفقة ممتعة وغنية بمعلومات متنوعة وأبدى المشاركون تفاعلًا وحماسًا منقطع النظير، وقد نالت الرحلة استحسانهم.

الختام المتميز:

اختتمت الرحلة في أجواء بهيجة وقام رئيس مجلس إدارة تعاونية «الجيولوجيون السعوديون» الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن لعبون بتسليم شهادات الحضور والمشاركة للطلاب، وشهادات الشكر والتقدير لقادة الورشة والرحلة.

النتيجة:

عبر الطلاب عن فرحتهم بهذه الرحلة الميدانية حيث استفادوا بشكل كبير من كل المواقع والمعلومات والتدريبات التي اطلعوا عليها خلال هذه الورشة المكثّفة من العمل الجيولوجي الميداني وتمنّوا من تعاونية «الجيولوجيون السعوديون» تكرار مثل هذه الورش المهمة والمفيدة لمستقبل العمل الجيولوجي للطلاب وتدريب الموظفين وتطوير خبراتهم.

نجم الرحلة:

الشاب الموهوب محمد مازن اليوسف من الصف الثالث المتوسط الذي شارك في الورشة والرحلة وتفاعل مع جميع وقفاتها، وكان محط إعجاب المشاركين، مما دعا المشرف على الرحلة الدكتور ابن لعبون منحه شهادة الحضور والمشاركة.

بوكس

أهداف الرحلة والعمل الميداني:

اشتملت الرحلة الجيولوجية المتميزة على:

- التطبيق العملي لمفاهيم جيولوجية نظرية.

-استخدام الأدوات الجيولوجية والخرائط لدراسة الطبقات والصخور.

- التعرف على  الرف العربي بصخوره الرسوبية الجيرية والفتاتية.

- التعرف على الدرع العربي بصخوره النارية والمتحولة.

- الوقوف على مناجم قديمة ومناجم حديثة.

- التعرف على التراكيب الجيولوجية البنائية.

-استخدام الصور الجوية لدارسة التراكيب الجيولوجية.

- الوقوف على مواقع أثرية متميزة.

أهمية الرحلة الميدانية:

أولا: تطبيق الواقع العملي للمفاهيم الجيولوجية النظرية التي نوقشت خلال دراسة المقررات المختلفة.

ثانيا: التدريب على استخدام بعض الأدوات الجيولوجية مثل: الخريطة، ومختلف استخدامات البوصلة، والمطرقة، والعدسة، والحمض وغيرها.

ثالثا: دراسة التراكيب الجيولوجية في منكشفات الصخور الطبيعية مثل التطبق، وتدرّج حجم الحبيبات، وأنواع الطيات والصدوع وعلاقات اللاتوافق.

رابعا : التعرف على عناصر نظام النفط ومنها الصخور المولدة، وصخور المكمن، والصخور الحابسة، ومصائد النفط والغاز المتنوعة.

خامسًا: تعريف الطلاب على طبيعة العمل الجيولوجي والتحديات التي تواجههم أثناء العمل الميداني.

سادسًا: طرق التعرف على أنواع الصخور الرسوبية والنارية والمتحولة بأنواعها.

سابعًا: التدريب على جمع العينات، وتوثيقها، وحفظها، ووصفها، ومواقعها بتحديد إحداثياتها.

ثامنًا: التدريب على فحص ووصف العينات الصخرية، باستخدام العدسة، والحمض، وأدوات مقياس الصلابة.

تاسعًا: طرق قراءة الخريطة الجيولوجية؛ للتعرف على جيولوجية المنطقة ولتحديد المواقع.

عاشرًا: تدريب الطلاب على التعرف على التتابع الطبقي من الأحدث والأقدم وغيرها.

أحد عشر: التعرف على أنواع المعادن وخصائصها ونطق التمعدن وعوامل تكونها.

اثنا عشر: تسليط الضوء ميدانيًا على أهمية الحركات البنائية )التكتونية( ودورها المهم في جميع العمليات الجيولوجية.