المستقبل للكتابة القصيرة والرواية في طريقها للأفول

الفائز بجائزة الملك فيصل للغة والأدب د.عبدالفتاح كيليطو

 

رسالة الجامعة ـ أريج السويلم:

استضاف قسم اللغة العربية وآدابها بالتعاون مع جائزة الملك فيصل العالمية الفائز بجائزة الملك فيصل للغة والأدب 2023 م  الدكتورعبدالفتاح كيليطو في حلقة نقاشية جاءت بعنوان» لماذا لم يعد للمقامات المقام الذي كانت تتبوؤه فيما مضى؟ « أدارها الدكتور عبدالله الرميحي بحضور عدد من الأساتذة والباحثين والطلاب في يوم الثلاثاء 29/ 8/ 1444هـ الساعة الحادية عشرة صباحًا في قاعة مجلس القسم .

بدأ الدكتور عبدالفتاح كيليطو الحلقة بالحديث عن بداياته البحثية، مشيرًا إلى أن اهتمامه في البدء كان شعريًا خالصًا، ولم يكن يعرف من المقامات سوى (المقامة المضيرية)، وهي المقامة التي جعلته يختار المقامات موضوعًا لأطروحة الدكتوراه لاحقًا، مؤكدًا أن تخصصه في الفرنسية دفعه في البداية إلى إجراء بحوث تتصل بالروايات الفرنسية، والاطلاع على ما يسمى آنذاك بالنقد الجديد المبني على العلوم الإنسانية. وفي معرض حديثه عن النقد الجديد أشار إلى تهيب عدد من الباحثين العرب من ذلك النقد في بداياته، مصرحًا بأنه قرأ عناوين كتب في ذلك النقد وشعر وقتها بأنه لن يفهمه، وعلى الرغم من ذلك كتب بحثًا حوله استغرق قرابة ثلاث سنوات وأشادت به اللجنة وأوصت بنشره ولكنه رفض نشره هيبة مما يسمى بالنقد الجديد.

ثم تحدث كيليطو عن النقلة التي دفعته من البحث في الروايات الفرنسية والنقد الجديد إلى البحث في المقامات العربية، وهي نقلة انطلقت من سؤال وجهته له أستاذته الفرنسية» لماذا تكتب كأنك فرنسي ؟ لماذا لا تكتب بمنظورك وثقافتك ؟ «  لينكب كيليطو بعدها على مدارسة المقامات وقراءة كتاب ( أندريه ميكيل ) الذي أكد كيليطو أن لهذا الكتاب فضلًا كبيرًا عليه؛ فقد تبين له أن المقامات تتصل بالأدب الجغرافي في بعض جوانبها؛ فشخوصها ينتقلون من بلاد إلى بلاد أخرى، فضلًا عن الإشارات إلى الثغور التي تتكرر في المقامات كثيرًا؛ فنجد تكرارًا للروم عند الهمذاني، وتكرار الإشارة إلى الإفرنج الصليبيين عند الحريري. منبهًا إلى مسألة في غاية الأهمية، وهي مقاربة المقامات وتعالقها مع الروايات العربية بسبب هذا الجانب الجغرافي فيها؛ فالروايات العربية كما يرى كيليطو ولدت في أدبنا لتتحدث عن علاقتنا بأوربا، مؤكدًا أن ذلك مستمرٌ حتى اليوم، وأشار إلى بعض الروايات البكر مؤكدًا على مايقول، فرواية (زينب) لمحمد حسن هيكل كتبها في باريس حين كان يدرس القانون هناك و كتاب ( الساق على الساق) للشدياق عنوان مجازي يؤكد فكرة التعالق بين البلاد العربية والأوربية فساق هنا وساق هناك على حد تعبيره.

والجدير بالذكر أن كيليطو أشار أثناء حديثه إلى الاختلاف بين المقامات والروايات، مستشهدًا بكتاب (عيسى ابن هشام) للمويلحي الذي يقترب كثيرًا من المقامات على حد قوله ؛ نظرًا لتكرار السجع والمحسنات البديعية وحضور الشعر، وهي عناصر تظهر في المقامة وترفضها الرواية، فضلًا عن أن غياب المرأة في نص المويلحي  يجعل النص يقترب من المقامات كثيرًا؛ حيث لا يرد ذكر للنساء في المقامات إلا في إشارات نادرة، مؤكدًا على أننا لم نسمع بامرأة ألفت في المقامات في حين تكثر الروايات المؤلفة من النساء، ولا يقتصر الأمر في الرواية على أن أكثر مؤلفيها من النساء وإنما يؤكد كيليطو على أن أكثر قرائها من النساء أيضًا .

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA