البيانات الكمية والكيفية

 

تمثل البيانات عصب البحث، فمن خلال تلك البيانات يستطيع الباحث تحقيق الإجابة الصادقة على أسئلته أو فرضياته، وبقدر ما تكون تلك البيانات قوية تكون النتيجة والعكس صحيح، ويمكن تعريف البيانات على أنها: كمية أو كيفية من خلال معرفة مصدر مقدم البيانات، من هنا يجب الأخذ بالاعتبار الأهمية القصوى التي تمتع بها البيانات. وتنقسم البيانات إلى نوعين:

 

-      البيانات الكيفية:

 

هي البيانات التي يكون مصدرها المبحوث، والمبحوث هنا ليس بالضرورة أن يكون فرداً، فربما تكون مواد النظام، أو صور، أو مقالات، أو أفلام ...الخ. والواقع أن الباحث عندما يعمد للحصول على بيانات كيفية فهو قد يحدد الإطار العام لتلك البيانات، لكنه لا يستطيع على التعرف تفاصيلها.

 

مثال: باحث يريد دراسة المقالات اليومية لرؤساء التحرير في مجموعة من الجرائد الورقية (الإليكترونية)، وبعد الانتهاء يقوم الباحث بتحليل مضمون تلك المقالات ويخرج بنتائج توضح الاتجاه العام لرؤساء التحرير وأهم الجوانب التي تعرضوا لها ومدى تكرار مواضيع معينة.

-      البيانات الكمية:

هي بيانات يحددها الباحث بنفسه، ويضع الاختيارات التي يرى أنها مناسبة، والمبحوث فقط عليه أن يختار الإجابة التي تناسبه ضمن الاختيارات الموضوعة. المبحوث هنا ليس له أي حق أو سلطه في إضافة شيء يراه. وكل اختيار تم اختياره له وزن معياري من النقاط، يقوم الباحث بعد جمع البيانات باستخراج النتائج تبعاً لاختيارات المفردات لجميع الأسئلة، ثم يعمد الباحث ومن خلال المقاييس الكمية عرض وتحليل تلك البيانات.

أياً من البيانات الكمية أو الكيفية أقوي؟

تعد البيانات الكيفية أقوى من البيانات الكمية، لأن البيانات الكيفية يمكن الرجوع إليها، فهي متوفرة، في حين أن البيانات الكمية لا يعرفها إلا الباحث، ولا توجد آلية لتحديد درجة صدقها. لذا في بعض البحوث المنشورة (معتمدة على بيانات كيفية) تكون مصدر لبحوث أخرى من باحثين يشككون بتلك النتائج أو التحليلات، فيعيدون كتابة تلك البحوث بنظرة مختلفة. فبعض البحوث الكيفية تطغى عليها شخصية الباحث، أو عدم إدراكه لواقع المجتمع الذي هو بصدد دراسته، أو فهمه الخاطئ لظاهرة ما تجعله يخطئ في تحليل ما توصل إليه من نتائج، في حين أن البيانات الكمية أقوى في هذا الجانب، فالنتائج تعمد بالدرجة الأولى على جودة الاستبيان وصدق إجابات المبحوثين.

 

في النهاية كلا النوعين لهما نقاط قوة ونقاط ضعف، لذا فإن الأفضل أن البحث يجمع النوعين للوصول إلى نتائج أكثر صدقاً.

 

وصدق الله سبحانه حين قال:

 

وَأَحَاطَ بِمَا لديهم وأحصى كُلَّ شيء عددا (28) (سورة الجن).

 

فالإحاطة هي بيانات كيفية، والإحصاء بيانات كمية.

 

 

أ.د. سعود بن ضحيان الضحيان

أستاذ المناهج والقياس بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية

salduhayan@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA