تعمل الجامعة بكل نشاط وحيوية على تنفيذ خطة عمل لإتمام جاهزيتها لتجديد الاعتماد الأكاديمي المؤسسي الثاني واستيفاء المعايير المطلوبة لهذا الاعتماد وفق النسخة المطورة التي أصدرتها هيئة تقويم التعليم والتدريب ممثلة في المركز الوطني للتقويم والاعتماد الأكاديمي في العام 2022م؛ حيث دشن معالي رئيس الجامعة مؤخرًا بدء عمل لجان وفرق العمل، وقد تضمنت هذه الخطة محاور متعددة، من أبرزها تنفيذ عمادة التطوير والجودة لعدد من المشاريع التطويرية التي من بينها: أتمتة عمليات الاعتماد الوطني والدولي للجامعة وبرامجها، ورفع جاهزية الجامعة للاعتماد الأكاديمي المؤسسي، وتطوير نظام إدارة الجودة المؤسسية، والأرشفة الإلكترونية لوثائق ومستندات الجودة والاعتماد الأكاديمي، ومبادرة السُّمعة المؤسسية والإظهار الدولي للجامعة، وتحقيق التميز في البرامج الأكاديمية، وقياس مؤشرات الأداء الرئيسة للاعتماد الأكاديمي المؤسسي والبرامجي، وتقدم جميع وحدات الجامعة الدعم المطلوب للجان وفرق العمل لاستيفاء المعايير المطلوبة لتجديد الاعتماد الأكاديمي المؤسسي الثاني للجامعة؛ حيث يُعد هذا الدعم أحد أهم أساب نجاح اللجان وفرق العمل في تنفيذ المهام المكلفين بها، وهو ما يؤكد دوماً على أهمية استمرار هذا الدعم والتعاون بين وحدات الجامعة كافة.
واستكمالاً للمقالة السابقة التي نُشرت بصحيفة رسالة الجامعة، العدد1464، بعنوان: "جاهزية الجامعة لتجديد الاعتماد الأكاديمي المؤسسي"، يمتد حديثنا اليوم عن المعيار الأول لهذا الاعتماد الأكاديمي المؤسسي، وهو معيار الرؤية والرسالة والتخطيط الإستراتيجي؛ حيث يُعد أول المعايير التي تسعى الجامعة إلى استيفائها، ويعني هذا المعيار أن يكون لدى المؤسسة خطة إستراتيجية واضحة، مرتبطة بالتوجهات الوطنية، وتوجه التخطيط وصنع القرار والعمل في جميع الوحدات الأكاديمية والإدارية، ويتم متابعتها وتقييم الأداء المؤسسي بناء على مؤشرات أداء رئيسة، ويتضمن هذا المعيار )3( محكات هي:
المحك الأول: تطبق المؤسسة خطة إستراتيجية واضحة متسقة مع التوجهات الوطنية، وتتضمن رؤية ورسالة وأهداف إستراتيجية ومعتمدة من المجلس الأعلى للمؤسسة ومعلنة.
المحك الثاني: توجه الخطة الإستراتيجية جميع عمليات المؤسسة )مثل: التخطيط التشغيلي، واتخاذ القرار، وتخصيص الموارد، وتطوير البرامج الأكاديمية(
المحك الثالث: تتابع المؤسسة مدى تنفيذ الخطة الإستراتيجية من خلال آليات محددة، وتُعد تقارير دورية حول ذلك، وتطّور وتعدّل حسبما يتطلب الأمر؛ استجابة لنتائج المراجعة والتقويم والظروف المتغيرة.
والمستعرض لهذا المعيار يتأكد من مدى رجاحة الرؤية المستقبلية لجامعة الملك سعود، حيث كانت الجامعة أولى الجامعات السعودية التي رسمت خطة إستراتيجية تحدد مستقبلها وترسم خارطة طريقها لبلوغ الريادة العالمية والتميز في بناء مجتمع المعرفة؛ وذلك في العام 2010م؛ حيث اتخذتها غالبية الجامعات السعودية إطارًا مرجعيًا لبناء خططها الإستراتيجية ومرجعية محلية وإقليمية، كما قامت الجامعة -برعاية معالي رئيس الجامعة- بتدشين الخطة الإستراتيجية المحدثة وذلك في العام 2021م. وتلتزم الجامعة برؤية ورسالة وأهداف وقيم إستراتيجية راسخة تسعى إلى تحقيقها، كما استحدثت الجامعة مؤخرًا مكتب إدارة التحول والمبادرات، الذي تتمثل رؤيته في تحقيق رؤية جامعة الملك سعود في بلوغ الريادة العالمية والتميز في بناء مجتمع المعرفة، من خلال تحقيق رسالة محددة هي: ضمان تحقيق الأهداف الإستراتيجية لجامعة الملك سعود في التحول إلى جامعة مستقلة غير ربحية، من خلال تطوير برامج علمية عالية الجودة في مرحلتي الدراسات الجامعية والدراسات العليا، وتطوير القدرات البحثية وإيجاد بيئة عمل نموذجية تعمل بمعايير جودة فعّالة وكفاءة عالية، وقيادة مشاريع ومبادرات تتوافق مع رؤية السعودية 2030ـ.
ويأتي استعداد الجامعة لاستيفاء متطلبات المعيار الأول للاعتماد الأكاديمي المؤسسي في ظل عمل مستمر ومتابعة دقيقة لجميع مؤشرات الجامعة، وتنفيذ المبادرات والمشاريع التي تعزز من نجاح الجامعة في تحقيق أهدافها. والله الموفق
د. طه عمر
عمادة التطوير والجودة
إضافة تعليق جديد