يقدم الكثير من الباحثين وخاصة من طلاب الدراسات العليا البحث من أجل الحصول على درجة علمية، ويشترك معهم بعض الباحثين في ذلك وإن اختلف هدفهم، وهو البحث للحصول على درجة علمية -أي الترقية-، ولعل هذا يلقي الضوء على ضعف كثير من الرسائل العلمية. ولقد توصلت إلى هذه الحقيقة من خلال بحث علمي مع زميل لي هو د. عبد الله الدليمي في بحث نشر في مجلة العلوم الاجتماعية الموسوم بـ: المنهجية والرسائل الجامعية العربية، دراسة حالة في المجلد 26 العدد 4، شتاء 1998، ولعل من أهم ما توصلنا إليه هو الإجابة عن السؤال التالي: لماذا نبحث؟
يقول حاجي خليفة في القرن العاشر أي قبل ألف وأربعمائة سنة، إن التأليف على سبعة أقسام، لا يؤلف عالم عاقل إلا فيها وهي:
1- شيء لم يُسبق إليه فيخترعه.
2- شيء ناقص يتممه.
3- شيء مغلق يشرحه.
4- شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه.
5- شيء متفرق يجمعه.
6- شيء مختلط يرتبه.
7- شيء أخطأ فيه مصنفه فيصلحه.
هذه الآليات السبع للبحث العملي، لم يكن من ضمنها البحث لنيل درجة علمية أو ترقية أكاديمية، وهي الدليل لمن يدخل عالم البحث العلمي. إن هذا التحديد الدقيق يهدف إلى توفر بحوث علمية يكون لها هدف مسبق.
لو تأملنا تلك الفروع السبعة لعرفنا أننا نسير في تحقيق الهدف الرئيس من البحث الذي يتمثل في الإضافة العلمية، فأي من تلك الأقسام تأتي بإضافة علمية.
هل فكر الباحث قبل الانطلاق في العمل بالتساؤل عن ماذا يريد أن يحقق من هذا البحث؟، بمعنى آخر ما هو الهدف من القيام بالبحث؟
فالهدف من القيام بالبحث هو في الواقع الإضافة العلمية التي يسعى لتحقيقها من ذلك البحث.
هذا هو المفترض، فما هو الواقع؟، يمثل الواقع المشكلة الرئيسة في مخرجات البحث، فالانطلاق في البحث دون وضوح رؤية واضحة سيجعل الباحث مجرد وعاء تتجمع فيها معرفة غير محددة أو مقننة يقوم بربطها لغوياً، وينتهي بمجموعة من الأوراق التي يدعي أنها بحث علمي منهجي، يقدم فيها إضافة علمية.
لعل هذه الآلية المتبعة عند كثير من طلاب الدراسات العليا وبعض الباحثين يجعل مخرجاتهم مجرد تحصيل حاصل.
أ.د.سعود بن ضحيان الضحيان
أستاذ المناهج والقياس بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية
@ksu.edu.sasalduhayan
إضافة تعليق جديد