طريق الإحسان لا ينقطع

 

 

يعد باب الصدقة رابع أبواب الجنة، وقد حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عليها؛ لما لهذه الشعيرة من الفضل العظيم والثواب الكثير من الله عز وجل، ومع اختلاف الزمان والمكان وتطور المجتمعات والرخاء الواسع الذي من الله به علينا لم يعد يستطيع الإنسان أن يميز بين مَن يستحق الصدقة فعلا ومن يستغل تلك الشعيرة من ضعاف النفوس الذين يرون في عواطف الناس سلعة يستثمرون بها، حيث يتخذون التسول عادة لهم -خاصة في المواسم مثل شهر رمضان وشهر ذي الحجة-، لكننا -وبحمد الله تعالى- ننعم في المملكة العربية السعودية بأجهزة أمنية تسهر على راحة الموطن وتساهم في حفظ الأموال من الاستغلال بغرض التسول والاحتيال، حيث تقام الحملات التفتيشية وتسن القوانين التشريعية التي من شأنها الحد من تلك الظواهر السلبية التي تشوه تلك الشعيرة المحبوبة وتنفر الناس من القيام بها، حتى أصبح من النادر أن نرى في يومنا الحاضر متسولين مقارنة بالسنوات الماضية، كما لا يخفى علينا وجود بعض الحملات لجمع التبرعات غير الرسمية والمجهولة المصدر، وبطبيعة الحال فإن وزارة الداخلية تجرِّم هذا النوع من الحملات، لذلك أُطلقت في عام 2021م في مثل هذا الشهر إحدى أبرز المنصات الوطنية للتبرع «منصة إحسان» التي تهدف في المقام الأول إلى تعزيز القيم الإنسانية لأفراد المجتمع، وتعد المنصة البوابة الرسمية ذات الموثوقية للتبرع كونها تجمع عدة جهات ومشاريع داخل إطار موحد يسهل على الجميع تقديم تبرعاتهم لمن أرادوا، ابتداء من التبرعات العامة إلى كفالة اليتيم فالمشاريع المتنوعة والإغاثية، إضافة إلى فرص التبرع لتفريج الكرب عن طريق «فرجت ، تيسرت»، كما تتيح المنصة تقديم الزكاة، الأمر الذي يسهِّل على من ليس لديه قريب مستحق لها أن يخرج زكاته ويطهر أمواله، فلله الحمد والمنه على أننا نعيش تحت قيادة حكيمة قريبة من المواطن تتلمس احتياجاته وتسعى لتسهيل حياة المجتمع وفق أعلى طرق الحياة تقدما وتطورا، وأختم بقوله تعالى «وأحسنوا إن الله يحب المحسنين».

 

 عبد الملك محمد القباع

عضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA