حقائق الواقع المعزز في تعليم ذوي الإعاقة

 

تتميّز التقنيات بشكل عام بالتطور المستمر  مما يسّر  إضافة الصبغة الاجتماعية لها حيث تمّ دمجها في حياة الناس اليومية. ولقد نجح التقدم التقني في اختراق العديد من المجالات، مثل: الاتصالات السلكية واللاسلكية، والطب، والصناعة، والإدارة، وفي منازلنا. ويعد مجال التعليم إحدى البيئات التي كان للتقنية فيها تأثير كبير جدا. ففي الوقت الحالي، يتم استخدام العديد من الأدوات التقنية للتعلم والتدريب مع إمكانات تعليمية كبيرة، أحدها الواقع المعزز. ويتمتع الواقع المعزز  بقوة تحفيزية عالية ويمكنه زيادة اهتمام الطلاب ومشاركتهم في المهام وتقديم الدعم للطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية.

ويمكن أن يكون الواقع المعزز نقطة انطلاق لتجربة تعليمية أكثر شمولاً للطلاب ذوي الإعاقة في التعليم إذا تم توظيف إمكانات الواقع المعزز في ضوء احتياجات وقدرات الطلاب ذوي الإعاقة لتقريب المفاهيم بالشكل والمضمون الذي يسمح بالتعرف عليها والتفاعل معها.

ويصادق على ذلك تقرير Horizon لعام 2016  الذي قدم الواقع المعزز باعتباره تقنية ناشئة، مع إمكانات كبيرة للاستخدام التعليمي، مما يسمح بدمج المعلومات الرقمية والمعلومات المادية في الوقت الفعلي، من خلال الدعم التقني لمختلف الأجهزة مثل: الأجهزة اللوحية، والهواتف الذكية؛ لإنشاء واقع جديد له تأثير على امتداد تطبيقات AR.

وفي ضوء الإحصائيات ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعيش حوالي 15% من سكان العالم مع شكل من أشكال الإعاقة أو الاحتياجات التعليمية الخاصة، ومن نسبة  15 % من إجمالي سكان العالم يعاني 2 إلى 4%من صعوبات في التعلم، ومع ذلك، يُعتقد أن انتشار الإعاقة العالمي أعلى من تقديرات منظمة الصحة العالمية السابقة، التي تعود إلى السبعينيات. وفي المقابل، تشير البيانات من العام الماضي 2022 إلى أن الرقم الذي يبلغ حوالي 10 % أكثر دقة، مع 190 مليونا و (3.8 %) من الفئة العمرية 15 عامًا أو أكثر ويعانون من صعوبات كبيرة في التحصيل والتعلم.

بالنظر إلى هذه الحقائق ، ونتائج الدراسات العلمية نجد أن الطلاب ذوي الإعاقات المتعلّقة بحالات مثل: التوحد )ASD(، واضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه، وعسر القراءة، ومتلازمة داون، وصعوبات السمع يمكن أن يشعروا غالبًا بعدم التّوافق في بيئة الفصل الدراسي التقليدي مقارنةً بالأقران.

ولحُسن الحظ، يتقدم التعليم ليصبح أكثر شمولاً للطلاب الذين لديهم أنماط تعلم واحتياجات تعليمية مختلفة، ولكن لا يزال هناك الكثير مما يمكن القيام به لجعل الفصل الدراسي أكثر شمولاً  لكلّ طالب. حيث أصبح من الواضح أكثر فأكثر أن الوقت قد حان لإعادة التفكير ليس فقط فيما نُعلِمه لطلابنا، ولكن -بالضبط- كيف نعلم الطلاب بتأثير أكبر على المدى البعيد.

«حيث أظهرت النتائج أن تطبيقات الواقع المعزز كان لها تأثير كبير عبر 16 دراسة علمية استهدفت مجالات التأثير  للواقع المعزز  لذوي الإعاقة. حيث كان تأثير الواقع المعزز  هو الأكبر  في تعزيز  مهارات التعلم لدى الأفراد ذوي الإعاقة، تليها المهارات الاجتماعية، والمهارات البدنية، ومهارات الحياة».

وبيئة الواقع الافتراضي لها قيمة مضافة في تعليم الأفراد ذوي الإعاقة وتتمثل قيمتها النسبية في تكامل الحواس الذي يعززه تنوع المثيرات في هذه البيئة بحيث يسمح للطلاب برؤية وسماع ولمس المعرفة بطريقة ممتعة وجذابة. بالإضافة إلى ذلك، يكون المعلمون قادرين على إنشاء خطط تعليمية مخصصة من خلال دراسة بيانات مستخدمي الواقع المعزز ، مما يسمح للمعلم بتخصيص الدروس وفقًا لاحتياجات الطالب الخاصة والسماح له لاحقًا بالوصول إلى أفضل الطرق لتحفيز الطلاب، كما أن هناك ميزة أخرى تكمن في أنه يمكن الوصول إلى العديد من تطبيقات الواقع المعزز  بسهولة، وهي غير مكلفة، ويمكن استخدامها في أي مكان وفي أي وقت. مما يعزز قدرة الطلاب في الاحتفاظ بالمعلومات بشكل أفضل للارتباط بتجربة متعددة الحواس؛  نظرًا لكونها تفاعلية وممتعة.

كما تشير الأبحاث أيضًا إلى أنه بالنسبة للطلاب الذين يعانون من عوائق من زارعي القوقعة، أو ضعاف السمع، أو  من لديهم صعوبات في الكلام، الذين يستخدمون تقنية الهواتف الذكية وسماعات الرأس التي تتضمن منصات الواقع المعزز ، فإن نتائجهم المتعلقة بالفهم السمعي ومهارات التواصل وتنمية القدرات اللفظية كانت مميزة بشكل كبير.

ورغم كل ما تمت الإشارة إليه من نتائج الدراسات والأبحاث في هذا المجال لا يزال البحث محدودًا بشأن تأثير الواقع المعزز على التعليم لذوي الإعاقة؛ والجيد في تحليل نتائج الأبحاث هو التأثير  الإيجابي لتطبيقات الواقع المعزز في التعليم، فقد ظهرت بعض الجوانب الإيجابية: مثل زيادة  الدافع والتفاعل وجذب اهتمام الطلاب ذوي الإعاقة وهو مما يسهم في دعم  التعليم الشامل من خلال إنشاء سياق تعلم بنائي وواقعي لتحسين التعلم من خلال بيئة تعليمية نشطة، كما أن بيئة الواقع المعزز تثير درجة عالية من الرضا في المواقف الإيجابية لدى الطلاب مما يحسن من نتائج التعلم، كما أن الواقع المعزز يحسن الانتباه والتواصل والذاكرة طويلة المدى .

 

وبهذا المعنى، يُسهِم الواقع المعزز  في البحث عن آليات تقضي أو تحاول إزالة الحواجز التي تمنع مشاركات الطلاب النشطة، مما يعزّز التّضمين التعليمي الرقمي لذوي الإعاقة في التعليم.

 

د. احمد محمد الحفناوي

 

مستشار التقنية المساعدة لذوي الإعاقة ببرنامج الوصول الشامل

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA