نجد أن للاستثمار المعرفي الناجح ولكسب المال الوفير طريقة تسويقية دؤوبة وأفكار مبدعة حتى تتحقق أهداف بناء الاقتصاد المعرفي والبحثي. ومن أجل ذلك يجب أن يغيّر المجتمع الأكاديمي فكرته من غضاضة التسويق لنفسه، أو الحرج من الربح من الأبحاث العلمية، فإن لتسويق الأبحاث العلمية والاهتمام بجودة الأداء فائدة كبيرة على الباحث وعلى المؤسسة وعلى المجتمعات كافة، فهو يبني الثقة والسمعة الحسنة بين الباحث أو المؤسسة وجميع القطاعات الصحية، والصناعية، والزراعية، والاجتماعية، والعسكرية سواء كانت محلية أم دولية.
ومن ثمّ يجب أن تكون الأفكار البحثية ذات مردود اقتصادي تبحث في عمق المشكلة وحلّها تحت مظلة الخطة البحثية الإستراتيجية للدولة التي تنبثق من رؤية 2030. وفي الحقيقة يبدأ التسويق قبل أن تولد الفكرة البحثية ببناء جسور بين المجتمع الأكاديمي وجميع مؤسسات المجتمع وقطاعاته؛ للتعرف على التحديات والمشاكل والمستجدات حتى تثار الأفكار البحثية طبقا للقول الشائع «الحاجة أم الاختراع» أي إن ما يحتاجه الإنسان يجعله يفكر فيه ويبحث عنه ويفترض الطرق والوسائل للحصول عليه، وكذلك إنشاء مجموعات بحثية تخصصية ذات علاقة تعمل على موضوعات بعينها من أجل التطوير والإنتاج والحصول على منتجات صناعية، أو دوائية، أو زراعية، أو ما له علاقة بالبيئة، والمشاركة بالأبحاث في المنصات والمنتديات والمؤتمرات العلمية المحلية والدولية، وإنشاء منتديات ومنصات علمية خاصة بالجامعة تعرض فيها كل المنتجات والمناقشات العلمية والبحثية وتكون متاحة للمجتمع المحلي والعالمي.
ومتى تمّ تحقيق تسويق المنتجات والأبحاث العلمية سيعد ذلك إحدى أهمِّ ركائز التطوير والتحديث داخل الجامعات وخارجها، وتصبح الجامعات مؤسسات منتجة بالإضافة إلى تخريج الكوادر المؤهلة للسوق المحلي والعالمي، وهذا كله يعزز من خدمة المجتمع بوصفها من المهام الرئيسة للجامعات. وعليه، يجب أن يكون العمل تحت مظلة واحدة لنحقق أهداف الرؤية الواعدة.
د. عصام ناجح شلقامي
قسم النبات والأحياء الدقيقة- كلية العلوم
إضافة تعليق جديد