البحوث الاجتماعية والمتطلبات اللازمة لمواكبة رؤية 2030

 

 

 

أجرت الباحثة الدكتورة نوف بنت إبراهيم آل الشيخ -أستاذ علم الاجتماع الأسري قسم الدراسات الاجتماعية، بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية- دراسة للتعرف على متطلبات تطوير البحث الاجتماعي في ضوء رؤية 2030، من خلال التعرف على أهداف أعضاء هيئة التدريس من إجراء البحوث الاجتماعية، والمحفزات التي تدفع الباحثين إلى إجراء البحوث الاجتماعية ونشرها، والمتطلبات اللازمة لتطوير البحث الاجتماعي في ضوء رؤية 2030، كذلك آليات الدعم التي يمكن أن يقدمها قسم الدراسات الاجتماعية للباحثين فيه لتطوير البحث الاجتماعي، والتعرف على دور قسم الدراسات الاجتماعية في استثمار البحوث الاجتماعية لتحقيق رؤية المملكة 2030، وأهم التحديات التي تواجهه، والمتطلبات المستقبلية المقترحة لدعم دور قسم الدراسات الاجتماعية في البحث الاجتماعي لتحقيق رؤية المملكة 2030، وكيف أصبحت البحوث العلمية الجامعية جزءا أساسيا من مهام أعضاء الهيئات التدريسية وشرطا أساسيا لترقيتهم وتوليهم الوظائف القيادية في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي؛ لذا يبذل أعضاء الهيئات التدريسية الجامعية قصارى جهودهم لإنجاز البحوث العلمية الرصينة والسعي لنشرها في المجلات والدوريات العلمية المحكمة ذات السمعة الدولية المرموقة والانتشار الواسع بين الباحثين في جامعات العالم المختلفة، ففي اليابان مثلا يخصص أعضاء الهيئة التدريسية ما لا يقل عن نصف ساعات عملهم  الجامعي للبحث العلمي، وذلك لأن استمرارهم بعملهم الجامعي مرهون بإنتاجهم البحثي بالدرجة الأساسية، وتشير إحصائيات عدد العاملين في مجال البحث والتطوير إلى أن لكل مليون نسمه في اليابان 6000 باحث، ويقدر عدد العاملين في البحث والتطوير في الجامعات اليابانية نحو 79000 باحث، ومن هذا المنطلق أولت الجامعة برامج البحث والتطوير اهتماما خاصا، وذلك بتوفير البيئة العلمية المناسبة التي يمكن أن تنمو فيها البحوث العلمية وتزدهر، ورصدت ميزانية لهذا الغرض، فالبحوث التي تنجزها تعتبر أحد أهم مؤشرات الجودة والتمييز في سلم تصنيفها محليا وإقليميا ودوليا.

كما أن البحوث الاجتماعية تسعى إلى إنتاج المعرفة عن العالم الاجتماعي والإجابة عن أسئلة حوله، كما تسعى إلى تفسير الظواهر التي لم تُفسَّر بعد، وتستخدم مجموعة من الأساليب والأدوات تتسم بالتصور والتخطيط المسبقين والتنظيم والانتظام، وتستخدم المنهج العلمي وهي عملية تقوم على تطبيق نتائج البحوث واستثمارها وتطويعها لخدمة الإنسان ورفاهيته، كما أنها توجَّه لدراسة مشكلات المجتمع في مجال الإنتاج والخدمات والمشكلات الاجتماعية، وغالبا ما تسفر مثل هذه البحوث عن تجديدات وابتكارات تسهم في حل المشكلات الاجتماعية ودفع مسيرة التنمية، ومن ثَم فإنها تؤدي إلى توثيق العلاقات بين الجامعة ومؤسسات المجتمع، وتحقق وظائف الجامعة في البحث العلمي وخدمة المجتمع، ونظرا لأهمية البحوث الاجتماعية في منظومة البحث العلمي فإن البحوث الاجتماعية تسعى إلى دعم عمليات التغيير التي تسعى إليها المملكة العربية السعودية في تحقيق رؤيتها 2030 ودراسة الآثار الإيجابية والسلبية لهذا التغيير، ودعم الجوانب الإيجابية، وتقديم الحلول المناسبة وتطبيقها في حل المشكلات الناتجة عنه. 

وتقوم الدراسات بالوقوف على مدى رصانة البحوث وتلبيتها لحاجات مجتمعاتها بتوفير الكوادر البحثية من جهة، وإنجاز بحوث علمية ذات قيمة مضافة للمجتمع.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA