اختيار دراسة التمريض في السعودية بالتحديد -بلا شك- من القرارات المصيرية الهامة التي لا يندم عليها أي طالب، فمنذ القدم تولي المملكة العربية السعودية أهمية بالغة لتعليم التمريض من خلال المعاهد الصحية؛ حيث يُدرّس في كبرى جامعات المملكة مثل جامعة الملك سعود التي تمنح درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في هذا المجال، فالهدف الرئيس من دراسة التمريض في المملكة هو تخريج كوادر على قدر عالٍ من الكفاءة والاحترافية لسوق العمل، بتأهيل الكوادر التمريضية وتدريبهم على استخدام المعدات والأجهزة الطبية المتوفرة في المرافق الصحية المختلفة وعلى التعامل معها بشكل متقن، مع تهيئة الطلاب النفسية للتدخل السريع وتقديم الرعاية لجميع المرضى بكافة السبُل التي تخفف عنهم آلامهم من خلال تنظيم جرعات الأدوية، أو مراقبة الحالة الصحية للمرضى وإعطائهم الإبر وكل ما يتعلق بذلك، فالممرض هو الذي يكمل عمل الطبيب في كثير من الأحيان، بل ويساهم في حالات عديدة في إنقاذ حياة الملايين من المرضى، ولا سيما في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد )كوفيد-19(، حيث بذلت الكوادر التمريضية جهوداً استثنائية في مواجهة أزمة الفيروس، مقدمين نموذجاً إنسانياً ملهماً، في تلبية نداء الواجب في كافة الأوقات، وأثبتت كوادرنا التمريضية كفاءتها وقدرتها على مواجهة هذه المحنة، من خلال تقديم أفضل الرعاية الصحية على مختلف مستويات التخطيط الإستراتيجي والقيادة الميدانية والرعاية السريرية.
لذا تعتبر الخدمات التمريضية أحد أهم عناصر نجاح الرعاية الصحية، وحجر الزاوية في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية ومختلف المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة، حيث يمثل التمريض كبرى الفئات المهنية العاملة في المنظمات الصحية، فمهنة التمريض من المهن القديمة قدم التاريخ التي تطورت من الممارسات التقليدية إلى الممارسة العلمية المبنية على البراهين، ليتفرع منها عدة تخصصات مثل: التمريض الباطني الجراحي، وتمريض صحة المجتمع والصحة النفسية والعقلية، وتمريض صحة الأمومة والطفولة، وإدارة التمريض وتعليمه ... وغيرها من الفروع المستحدثة بهدف تقديم رعاية تمريضية متخصصة.
لذا لم يكن تعليم التمريض حديث عهد في السعودية؛ بل بدأ تعليم التمريض منذ عام 1960م من خلال المعاهد الصحية، حيث افتُتح معهدان للتمريض في مدينتي الرياض وجدة، واستمر الاهتمام بهذه المهنة للرقي بالرعاية التمريضية، من خلال افتتاح الكليات الصحية للتمريض والكليات الجامعية التي تمنح درجة الأخصائي، ثم الأخصائي الأول، وانتهاء بالاستشاري في التمريض.
د. نايف بن حمدي العنزي
قسم التمريض الباطني الجراحي - كلية التمريض
إضافة تعليق جديد