النفس البشرية من نعم الله سبحانه وتعالى؛ لأنها تميزت بالعقل الذي بدوره يقود الجسم. أودع الله العقل في الإنسان فميزه عن بقية الكائنات؛ لذا للجسم حق العناية باختيار الطعام الطيب والشراب الطيب، وليس من حق العقل حيود الجسم عن ذلك، حيث إن العقل يقود المزاج إلى ما يريح البدن أو على العكس ما يزعجه. فالموازنة في الصحة البدنية والنفسية تسعد الإنسان في حياته.
العوامل الخارجية كالأقران وطبيعة المجتمع المحيط قد تغير مبادئ الإنسان، فقد لا يميز الخطأ من الصواب. فعلى سبيل المثال لا الحصر في سن المراهقة البعض قد يرى أصحابه المدخنين فتتغير القناعة بداخله، فيرى الأمر ليس بخطأ، بعيداً عن التحفيز من الاقران أنفسهم على ذلك. وكذلك المخدرات قد تسلك أحياناً الطريق نفسه!
نأتي لدور المخدرات التي ليس لها فقط تأثير على المزاجية اللحظية؛ بل على المدى القريب على صحة الإنسان ككل. فبعض المخدرات تأتي من مصادر طبيعية كالقات، والأفيون المستخرج من نبات الخشخاش والذي يُستخدم لإنتاج الهيروين، والحشيش المستخرج من نبات القنب والذي يحتوي على مركب رباعي هيدروكانابينول )Tetrahydrocannabinol( المسؤول عن التأثير المخدر كما هو الشكل الكيميائي بالأسفل. فكيمياء المخدرات على الجسم وعلى الجهاز العصبي من العمليات المعقدة التي لا يقاومها الجسم.
ومن المخدرات المصنعة التي تمر ببعض التفاعلات الكيميائية المورفين، والكوديين، والميثامفيتامين )Crystal Meth( الذي يعرف بالشبو المنتشر -للأسف- على نطاق واسع في وقتنا الحالي، حيث إنه يعتبر منبهًا قويًا جداً على الأعصاب. والخلايا العصبية ليست بالخلايا المتجددة، وما يتلف منها لا يعاد بناؤه! لذا تأثير المواد المخدرة والمنشطة المسببة للإدمان ليس قابلًا للعلاج في مراحل متأخرة جداً، فالعزيمة على ترك هذه المواد قبل فوات الأوان من رجاحة العقل وتيقظ القلب، والأمل موجود ما دام العقل موجودًا لبناء مجتمع ناجح.
د. عبد المجيد بن عبدالله العياف
متخصص بالكيمياء
إضافة تعليق جديد