المراجعة الداخلية نشاط مستقل وموضوعي، يقدم خدمات تأكيدية واستشارية، ويهدف إلى إضافة قيمة للجهة من خلال تحسين عملياتها وتحقيق أهدافها، باتباع أسلوب منهجي منظم؛ لتقييم فعالية أنظمة الرقابة الداخلية وتحسينها. ومن أبرز معايير المراجعة الداخلية معيار الاستقلالية والموضوعية، فالموضوعية هي الرأي غير المتحيز الذي يسمح بتنفيذ عمليات المراجعة والتدقيق بطريقة تضمن الإيمان الصادق والثقة بنتائج العمل.
وتتأثر سمعة المراجع الداخلي بالثقة، وهذه الثقة يمكن أن تُقرَأ من خلال المصداقية والموضوعية التي تعد أهم معايير المراجعة الداخلية التي تميز هذا النوع من الأعمال، فهذه الثقة نكتسبها من خلال نقل نتيجة أو رأي موضوعي حول فعالية الضوابط الداخلية وإدارة المخاطر والحوكمة، فلا يوجد أكثر أهمية لسمعتنا بوصفنا متخصصين في المراجعة والتدقيق الداخلي من المصداقية، وقد تُخدش سمعة المراجع الداخلي بأكملها، وقد يتم تجاهل أفضل الاقتراحات والتوصيات بمجرد فقدان المصداقية والموضوعية.
الصدق ضروري للمصداقية، ولكن المصداقية لا تعني فقط الصدق، وإنما يجب أن يكون أصحاب المصلحة قادرين على الوثوق بالحكم والنتيجة والتوصية المقدمة لهم، مما يقودهم إلى الثقة في دقة التقرير، وهنا تأتي الموضوعية. فحتى يتميز المراجع الداخلي بالمصداقية، يجب أن يكون في موقف محايد ويتجنب تضارب المصالح، كما يجب ألا يترك أي مجال لأدنى شك في أنه متحيز عند أدائه لمهامه.
نهى عبدالله بن قعود
مساعدة مدير وحدة المراجعة الداخلية
إضافة تعليق جديد