مسألة «تحفيز الطلبة» مسألة في غاية الأهمية؛ لارتباطها بالدوافع والنتائج في الوقت ذاته، وإذا استطاع المعلم الربط بين الدوافع والأهداف فإن الطالب سيتحول إلى قصة نجاح تشهد على تميزه ونجاحه، كما أنها تشهد أيضا على تميز المعلم ونجاحه، وتمكنه من تحقيق الأهداف التعليمية، وهذا ليس بالأمر الهين، ولا سيما اليوم مع كثرة المشتتات والصوارف التي تثبط عملية التعليم.
ثمة نظريات عديدة تتناول آليات التحفيز، ومن أشهرها خمس نظريات معروفة بـ»نظريات الدافعية» تتصل بالنجاح التعليمي: نظرية الخيارات، ونظرية الدوافع، ونظرية القيمة المتوقعة، ونظرية الإتقان، ونظرية الحوافز/الأهداف الاجتماعية.
لن نستطرد بالحديث عن هذه النظريات، ولكن السؤال المهم هنا: كيف يمكن للمعلم الاستفادة من هذه النظريات في تحفيز الطلبة؟
نظرية الخيارات يستفيد منها المعلم في توفير الخيارات والفرص المتعددة للطلبة، وعدم حصره في خيار واحد، سواء في التكليفات الدراسية أو في الأبحاث أو غير ذلك، بما يمكن الطالب من الاختيار بين عدة موضوعات، وحتى في الاختبارات وجود الخيارات للطلبة يمنحهم مزيداً من الحافزية، والشعور بامتلاك قرار ما في الاختيار.
أما الدوافع، فمنها دوافع داخلية (كون المقرر مثلاً ممتعاً أو مثيراً للاهتمام)، ودوافع خارجية (كالرغبة في الحصول على وظيفة، أو تحسين الدخل، أو تطوير المهارات).. والمعلم يحاول الاستفادة من كلا النوعين من الدوافع لإثارة اهتمام الطلبة (من خلال الدوافع الداخلية، ولربط المقرر بما يطمح إليه الطلبة في مستقبلهم المهني.
ونظرية القيمة المتوقعة تنص على أن الإنسان يوجه طاقته نحو الأنشطة التي يعتقد أنها ذات قيمة له، ولذلك يحاول المعلم تعزيز التعليم بالربط بين محتوى المقرر وتوقعات الطلبة من القيمة العائدة.
كما أن نظرية الإتقان تتصل بأهداف الطلبة المتصلة بدوافع التفوق على الآخرين، والمنافسة، والرغبة في المعرفة، والوصول إلى مرتبة التميز العلمي.. فالمعلم يشجع الطلبة على الإتقان العلمي والمعرفي، ويعزز التعلم العميق بدلاً من التعلم السطحي، ويقدم للطلبة محتوى ثريا، يحققهم أهدافهم وتطلعاتهم ورغباتهم المعرفية.
وأخيراً، فإن نظرية ارتباط الحوافز بالأهداف الاجتماعية تعني أن الطلبة لديهم مسؤوليات اجتماعية، ورغبة في تحقيق التواصل الفعال مع المجتمع، ولذلك فالمعلم حين يوفر للطلبة فرصاً للعمل التعاوني الجماعي، ولا سيما مع المجتمع الذي هو خارج الجامعة، يسهم في تحفيز الطلبة، ورفع مستوى الأداء والشعور بأهمية المحتوى الدراسي، وتحقيقه النفع له على المستوى المجتمعي.
د.عادل المكينزي
قسم الإعلام
إضافة تعليق جديد