تسعى الجامعة إلى تحقيق «الريادة العالمية والتميز في بناء مجتمع المعرفة» من خلال توفير البنية التعليمية التي تشجع على تنمية المهارات والقدرات البشرية. وتؤكد الأهداف الاستراتيجية للجامعة على خلق بيئة محفزة للتعلم المستمر والإنتاج الفكري وصولاً إلى بناء اقتصاد معرفي قادر على المنافسة في عصر الثورة المعلوماتية. في الواقع، إن الوصول إلى المستهدفات الطموحة التي تسعى لها الجامعة يقتضي العمل على تطوير منظومة التعليم والارتقاء بها بما يتماشى مع مستهدفات الرؤية الوطنية 2030 في بناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزهر، ووطن طموح. وفي المقابل، فإن تطوير المنظومة التعليمية يستوجب تعزيز مهارات البحث الذاتي، وتنمية المعارف، وطرق التفكير المنهجي بشكل متوازي مع غرس القيم الوطنية والسلوك القويم. بعبارة أخرى، فإن دور الجامعة لا يقتصر على تخريج طلاب وطالبات مؤهلين علمياً فحسب؛ بل يمتد ليشمل البناء الفكري، والأخلاقي، والاجتماعي وهو الهدف الأسمى من العملية التعليمية والأكاديمية.
وعلى الرغم من توفر مراكز الإرشاد والتوجيه الطلابي ضمن الهياكل الإدارية في جميع كليات الجامعة؛ إلا أن تأثيرها يظل محدوداً نوعاً ما ويبقى التميز مرهون باجتهادات أو مبادرات فردية. كما يقتصر دور المرشد الأكاديمي في معظم الأحوال على تقديم النصائح المباشرة للطالب عند الحاجة وهو ما أدى إلى تكريس صورة نمطية سلبية تختزل مفهوم «الإرشاد الأكاديمي» في معالجة أوضاع المتعثرين دراسياً. إن منظومة الإرشاد الأكاديمي الفاعل تعد أحد العوامل الهامة لنجاح العملية التعليمية والأكاديمية، فالتحديات النفسية أو الاجتماعية أو الصحية أو حتى الاقتصادية التي تواجه الطالب أثناء دراسته الجامعية قد تكون سبباً في التأخر الأكاديمي. لذلك، فإن تفعيل دور الإرشاد الأكاديمي يمكن أن يساهم في زيادة التحصيل العلمي وتقليل الهدر في العملية التعليمية.
وختاماً، أرى من الأهمية بمكان تطوير خطة عملية للارتقاء بمنظومة التوجيه والإرشاد الأكاديمي تعتمد على جملة من الأهداف التي يمكن حوكمتها وقياس نتائجها بحيث تكون قائمة على أساس مشاركة كافة الجهات ذات المصلحة بما في ذلك الخبراء، والأسر، والقطاع المهني والمجتمع ضمن برنامج يبرز جهود الجامعة في خدمة المجتمع ويوحد الأدوار بما يخدم أهداف العملية التعليمية والأكاديمية.
د. وليد الزامل
أستاذ مشارك في قسم التخطيط العمراني
إضافة تعليق جديد