أتى اليوم الوطني السعودي 93 بشعار «نحلم ونحقق» هذا الشعار أصبح يُطلق على كل ما هو سعودي، فالمستحيل ليس له مكان في بلد طموحه عنان السماء. أنظار العالم تتجه نحو المملكة العربية السعودية باعتبارها وجهة المستقبل والبلد المؤثر على الصعيد العربي والعالمي. استطاعت السعودية في ظل قيادة حكيمة ومجتمع متماسك يحمل قيما ثقافية أصيلة أن تجذب أنظار العالم، وسجلت المملكة العربية السعودية قفزات نوعية في مؤشرات السياحة، والاقتصاد، والأمن السيبراني، وتحول الطاقة، والحكومة الإلكترونية.
وفي سياق المدن باتت السعودية حديث الجميع في ظل مشاريع عمرانية نوعية تضع لها قدماً نحو استشراف الدور الريادي لمستقبل المدن المستدامة، هذه المشاريع لم تقتصر على البعد العمراني المحض، بل تؤكد القيم والمفردات العمرانية الأصيلة وتستحضر تقنيات المستقبل في عصر المعلومات والذكاء الاصطناعين، بعبارة أخرى، هي مشاريع تقرأ المستقبل بروح الماضي. تتجلى هذه المشاريع النوعية بأنفاس عصرية ولكنها في الوقت ذاته تؤكد قيم الأصالة والثقافة. إنها مشاريع شاهدة على الإبداع التاريخي والتراثي، كاشفة عن وجه مشرق لمستقبل تنموي واعد. اليوم، تحولت النظرة الاستراتيجية للمدن السعودية من المنظور التقليدي القائم على أساس البعد المكاني والمتمثل باحتواء السكان وتوفير الخدمات، إلى مفهوم عميق يؤكد التنمية الشاملة ضمن إطار المدينة.
تطوير المدن اليوم أصبح هدفا إستراتيجيا للارتقاء بقطاع التعليم، والصحة، والترفيه، والسياحة. لم تعد المدن كما كانت مجرد بنية مادية لشوارع وخدمات وإسكان، بعبارة أخرى، أصبحت المدن اليوم بمثابة مورد يدعم الاقتصاد الوطني ويرتقي بأساليب المعيشة. ويأتي التخطيط العمراني كأحد التخصصات الواعدة التي يمكن أن تترجم مستهدفات الرؤية الوطنية في إطار المدن.
وأخيراً، أرى أن مستقبل المدن السعودية حلم يتحقق في ظل المشاريع والمبادرات العمرانية النوعية، وقبل ذلك كله في ظل رؤية وطنية طموح. وهكذا، فإن مواكبة إدارات المدن لهذه المشاريع غاية تؤكدها الخطط الاستراتيجية لكي ينعكس العمران بشكل إيجابي على المجتمع المحلي وصولاً إلى تحقيق مدن مستدامة.
د. وليد الزامل
أستاذ مشارك في قسم التخطيط العمراني
إضافة تعليق جديد