جميعنا محلق في الفضاء المعرفي التكنولوجي، ومع تسارع الزمن لسباق الانفجار التقني، هنالك العديد من المصطلحات الرقمية التي لابد من تسليط الضوء عليها وتوضيحها؛ لكي نصل إلى الوعي والإدراك التكنولوجي التطبيقي، ومن تلك المصطلحات:
«الهندسة الاجتماعية» ربما كمصطلح يقرأ للمرة الأولى يسترسل الفكر وقد لا يصل إلى المعنى الحقيقي الفعلي.
تُجرى الهندسة الاجتماعية في الغالب عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي او البريد الالكتروني أو الهاتف، حيث يقوم المهندس (منتحل الشخصية) بإجراء محادثات مع المستخدم وفق تقنيات وحيل فنية بهدف أن يحظى بالثقة التامة، ثم يقوم بتوجيه مجموعة من الأسئلة بهدف الوصول إلى معلومات وبيانات شخصية، ككلمات المرور أو تفاصيل الحسابات البنكية... بعد ذلك يتقدم المهندس (منتحل الشخصية) بأمر المستخدم على أن يتخذ أي إجراء تقني آخر، كزيارة موقع إلكتروني مزيف، ومن ثم تتم عملية التمكن الإلكتروني الضار بنجاح وقد يتم التحكم بالجهاز بشكل كامل.
مخاطر الهندسة الاجتماعية إلى أين؟! إنه ليس ضرورياً تنجح إجراءات المهندسين مع الجميع! بمعنى أنه بالإمكان مخادعة مستخدم وحيد، ومن خلاله يصل إلى عدة مستخدمين آخرين.
فمن خلال البحث في عالم الأمن السيبراني والوعي والإدراك والتدريب يمكننا الحد من مخاطر الهندسة الاجتماعية، كإدارة كلمات المرور والمصادقة المتعددة العوامل والتحقق بخطوتين (التحقق من هوية مالك الحساب، وذلك بالتأكد من رمز يعرفه مالك الحساب وهو كلمة السرّ، وجهاز آخر وهو هاتفه الذكي المرتبط بالحساب).
نعيش الآن في (ثورةٍ صناعيةٍ رابعة) يواكبها جيل تقنيٌ؛ لذلك لا بد من نشر ثقافة المفاهيم التكنولوجية؛ لنحقق الغايات المقصودة في سبيل الاستفادة من كل ما هو جديد وواقعي لما يعود إلينا بالنهضة والارتقاء.
أحمد خلف الحشر
باحث دكتوراه في المناهج وطرق التدريس العامة.
إضافة تعليق جديد