يشهد العالم اليوم تغيرات غير مسبوقة في الإعلام، ومن المتوقع أن يستمر هذا التغيير والتطور في المستقبل، ويشهد الإعلام الكثير من التطورات السريعة بفضل التكنولوجيا والإنترنت، والذي يتيح إمكانية الوصول إلى المحتوى والمعلومات والخدمات بسرعة وبأوقات مرنة، مما يجعل التفاعل مع الجمهور أكثر فاعلية وفعالية.
حيث يعتبر الإعلام جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، إذ يمكننا الحصول على المعلومات والأخبار ومشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية عبر الإنترنت. وفي المستقبل، ستزداد الخدمات الرقمية والإعلامية بشكل كبير، وذلك بفضل تطور التكنولوجيا، ومع التقدم التكنولوجي، يتوقع أن يصبح الإعلام الرقمي أكثر تشابكاً مع وسائط الاتصال الأخرى، مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يساعد على تطوير المحتوى وتعزيز الخبرات التفاعلية للجمهور.
من بين الاتجاهات المتوقعة للإعلام هي زيادة استخدام التقنيات الذكية مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المعزز في المحتوى الإعلامي، كما يمكن أيضاً أن تسفر التطورات التقنية الجديدة عن ظهور نماذج إعلامية جديدة، مثل الإعلام القائم على البيانات والإعلام الجماعي المشارك، وإعلام وصحافة الذكاء الاصطناعي.
إلا أن من أبرز التطورات التي حدثت خلال الفترة القليلة الماضية ظهور ما يسمى بتقنية الذكاء الاصطناعي، وهذا يعتبر من بين أهم التطورات التكنولوجية التي ستؤثر في مستقبل الإعلام الرقمي هي تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي حيث سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تخصيص المحتوى وتحليل سلوك المستخدمين وتوصية محتوى جديد لهم، وهذا سيجعل تجربة المستخدمين أكثر شخصية وملائمة، كما سيزداد استخدام التجارة الإلكترونية بشكل كبير في المستقبل، حيث تتيح للمستخدمين الشراء عبر الإنترنت مباشرةً من المصدر، وهذا سيؤدي إلى زيادة الدخل للشركات الإعلامية وتوفير الراحة للمستخدمين.
وأعتقد أن مستقبل الإعلام في ظل الذكاء الاصطناعي سيكون مشرقًا ومليئًا بالفرص حيث يعتبر الذكاء الاصطناعي من أكثر التطورات التكنولوجية التي تؤثر على مجال الإعلام. فهو يوفر إمكانيات هائلة لجمع البيانات وتحليلها بشكل أكثر دقة وسرعة، مما سيساهم في تحسين جودة ومحتوى الأخبار والمعلومات التي تصل إلينا.
وبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن للإعلام أن يكون أكثر تفاعلاً وشخصية، وسيتم تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي لتخصيص المحتوى وفقًا لاهتمامات واحتياجات المستخدمين، مما يجعل تجربة الاستهلاك الإعلامي أكثر فاعلية وملائمة.
بالإضافة إلى ذلك سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تحسين عمليات الإنتاج الإعلامي والتوزيع. فإدارة وتحرير المحتوى ستستفيد من أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحليل الاتجاهات الرئيسية وتوجيه استراتيجيات الإنتاج والتسويق. بذلك، يمكن توفير المزيد من المحتوى الجذاب والمتنوع للجمهور.
ويجب أن نتذكر أيضًا أن الذكاء الاصطناعي قد يواجه تحديات أخلاقية وقانونية في مجال الإعلام. فمثلاً، يجب أن نكون حذرين في استخدام الذكاء الاصطناعي لتزوير المعلومات أو نشر الأخبار الزائفة. يجب ضمان أن يكون هناك إشراف بشري على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لضمان أن تكون النتائج موثوقة ومواكبة للقيم والأخلاق الصحفية.
ختاما أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيكون عاملًا محوريًا في تطوير مستقبل الإعلام وجعله أكثر تطورًا وفاعلية، ولهذا السبب، ينبغي على الطلاب في مجال الإعلام والنشر أن يكونوا على دراية بتطورات التكنولوجيا والاستعداد لمواجهة التحديات واستثمار الفرص التي ستأتي مع انتشار الذكاء الاصطناعي.
عبدالله الهاجري
إضافة تعليق جديد