بناء العلامة الوطنية من خلال الرياضة

هويتنا سعودية.. الهوية من أبرز السمات المميزة للمجتمعات، فهي التي تجسّد الطموحات المستقبلية، وتترجم روح الانتماء ومعها تبرز معالم التطور، وترفع من شأن الأمم.

كما نرى أن النظام العالمي للدول يعتمد في بناء إستراتيجياتها للتواصل مع العالم لتحسين صورتها في الداخل والخارج على إبراز جوهرها من خلال علامتها الوطنية، تُمثل العلامة الوطنية لأي دولة «Nation Branding» الكثير من المجالات الاستراتيجية السياسية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياحية والرياضية، الآن الرياضة تصدرت المشهد، وأصبحت الدول تسعى لتبرز الهوية الوطنية من خلالها، شكلت رؤية المملكة 2030 نقطة تحول في إبراز العلامة الوطنية الخاصة بها، فقد جاءت المملكة في المرتبة ٣٠ عالميًا والمرتبة الرابعة عربيًا وخليجيًا وفقًا لتصنيف مؤشر (Future Brand Country index 2019)، وكان أحد أهداف الرؤية تنمية القطاع الرياضي من خلال مبادرة برنامج جودة الحياة والمشاريع التي تنفذها وزارة الرياضة والاتحادات الرياضية والجهات الداعمة، ومن النتائج التي تحققت في هذا القطاع على الصعيد المحلي زيادة في العائد الاقتصادي ما يقارب 170% خلال عامين.

ونستلهم من قائد الرؤية ٢٠٣٠ في تصريحه عبر (فوكس نيوز) «استقطاب السياحة مرتبط بتطوير قطاعات الرياضة والترفيه والثقافة»

بناء العلامة الوطنية خلال الرياضة من الممكن أن تكون من خلال أمرين:

أولا عن طريق المشاركة في استضافة الأحداث العالمية على سبيل المثال استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم للأندية لنسخة 2023 المقرر إقامته في جدة، وجهودها المبذولة في استضافة بطولة كأس العالم لسنة 2034، ثانياً دعم الأندية الرياضية المحلية كما يحدث الآن في الدوري السعودي من دعم لا محدود من خلال تعاقدات الأندية السعودية مع نجوم كبار.

أحدثت السعودية ضجة كبيرة في قطاع الرياضة من سباق الفورميلا 1 بمدينة جدة لسنة 2021 الذي احتضن ما يقارب 165 ألف متفرج إلى أحدث خبر وهو استضافة دورة الألعاب القتالية العالمية في جامعة الملك سعود، والتي تعتبر أول بطولة يتم استضافتها من هذا النوع، مثل هذه البطولات تساهم في فتح باب السياحة لدولة.

ذكر دكتور محمد حطحوط عبر قناة العربية في النشرة الرابعة «أن استقطاب المملكة العربية السعودية لنجوم كرة القدم، لا تقتصر هدفه على تنمية قطاع الرياضة فقط، بل يؤثر على الجانب الاقتصادي والثقافي والسياحي»

فهل كان الهدف من إشراك اللاعبين العالميين في احتفال اليوم الوطني هو فقط لمجرد إشراكهم؟

أن يشارك كُلا من كريستيانو وكريم بنزيما ونيمار في اليوم الوطني ارتداء الزي السعودي ليس فقط لمجرد المشاركة، بل لإيصال رسالة للعالم باعتبارها حملة تسويقية حديثة، وفي جانب آخر تعود بنا الذاكرة لنهائي كأس العالم في قطر عندما ارتدى لاعب منتخب الأرجنتين ليونيل ميسي (البشت) انتشر في جميع أنحاء العالم كما أصبح علامة تجارية.

عائدها في المجال الاقتصادي كبير، ارتفعت نسبة المبيعات في مختلف الأندية السعودية، وعلى سبيل المثال الطلب المتزايد الذي حققه تيشيرت نيمار في أول 7 ساعات حيث بلغ نسب المبيعات أكثر من 10 آلاف تيشيرت في 32 دولة حول العالم. اليوم الرياضة السعودية لا تقتصر على المتعة، بل هي بمثابة ثقافة دولة.

الطالبات: مشاعل العصيمي، نوره القحطاني، منار الخرجي، شهد العمري.

كلية علوم الرياضة والنشاط البدني 

قسم الإدارة الرياضية الترويحية