يتساءل كثير من الطلاب حول الطرق المثلى في إعداد المقترح البحثي لرسائل الماجستير أو الدكتوراة. يستنزف بعض الطلاب وقتاً طويلاً في كتابة المقترح البحثي أو اختيار المشرف المناسب. في الحقيقة، المقترح البحثي هو بمثابة فكرة بحثية يقدمها الباحث إلى القسم لاعتمادها كبحث مكمل للحصول على الدرجة العلمية. إنه بمثابة العقد الذي يلتزم فيه الباحث بأداء المهام الموكلة له باستخدام منهجيات محددة وصولاً النتائج وبما يتماشى مع الأطر الأخلاقية في البحث العلمي. وبشكل عام، فإن المقترح البحثي يتطلب إلمام الباحث بقضية يمكن تفسيرها واختبارها علمياً، على أن يتمتع بحثه بالأصالة، ويقدم إثراءً معرفياً؛ إذ ليس من المنطقي أن يتم البحث في موضوع معروف نتائجه سلفاً. يبدأ الباحث بالقراءة المتعمقة في المجال البحثي الدقيق، ويعمل على جمع المادة العلمية، وبناء قاعدة بيانات المراجع العلمية المتوقع استخدامها في البحث منذ أول سنة دراسية. كما يعمل على تبويب المراجع في برامج إدارة المراجع بحيث تساعده على توفير الوقت في تنسيق الاستشهادات. ومن الأهمية بمكان أن يعمل الباحث على تجهيز مقترح بحثي مصغر قابل للتطوير مع نهاية السنة الدراسية الأولى ليبدأ عندئذ باختيار المشرف. وفي مرحلة اختيار المشرف، على الباحث أن يتبع اللوائح والتنظيمات الأخلاقية في التواصل مع الأساتذة فلا يتواصل مع أكثر من أستاذ في وقت واحد. وفي حال الاتفاق، على الباحث أن يُحدد برنامجاً زمنياً ينتهي بتسليم المقترح البحثي مع نهاية الفصل الدراسي لإجازته من القسم. إن إعداد المقترح البحثي يتطلب أن يتواصل الطالب مع المشرف بتوازن، فلا يُفرط في الاستشارة في كل صغيرة وكبيرة؛ وفي الوقت ذاته، عليه أن يقدم المسودات المنجزة بشكل متتابع. وغني عن البيان، الباحث يجب أن يستشعر المسؤولية البحثية، وأن يلتزم بمراحل إعداد المقترح البحثي، والأمانة العلمية، والثقة بالنفس. وأخيراً، على الباحث أن يتجنب الانتحال فمعظم المقترحات البحثية في الجامعات السعودية يتم تحكيمها من لجان علمية تختبر جودة المادة العلمية، وتتأكد من عدم وجود الانتحال العلمي، واكتشاف ذلك يؤدي إلى رفض المقترح البحثي، وطي قيد الطالب.
د. وليد الزامل
أستاذ مشارك في قسم التخطيط العمراني
إضافة تعليق جديد