الجيولوجيون السعوديون ينظمون.. رحلة للذهب و الجيولوجيا والآثار

العمل الميداني ضرورة:

تكمن أهمية الورشة الميدانية والرحلة الجيولوجية - التعدينية أنها تلبي حاجة طلاب الجيولوجيا، وتحقق رغبتهم في ممارسة العمل الميداني المكمّل لما درسوه نظريًا، والتعرف على معالم جيولوجية ومعادن المملكة لذا قامت تعاونية «الجيولوجيون السعوديون» بتنظيم ورشة عمل جيولوجية ميدانية، لأكثر من ٢٠ طالبًا من طلاب قسم الجيولوجيا في جامعة الملك سعود، شملت الرحلة ثلاثة عناصر رئيسية مهمة:

1ـ جيولوجية التتابع الطبقي للرف العربي من الرياض إلى القويعية

2ـ الوقوف على معالم أثرية وقراءتها جيولوجيًا وبيئيًا وسياحيًا

3ـ جيولوجية تماس الدرع العربي مع الرف العربي

4ـ التعرف على عمليات التعدين في «منجم الأمار للذهب» التابع لشركة «معادن»

الانطلاق:

قبل الانطلاق تم توزيع بطاقات التعريف الشخصية للمشاركين في الورشة والرحلة وزيارة «منجم الأمار للذهب»، وتوزيع الدليل الجيولوجي للرحلة الميدانية، وكتيب تعريفي بـمنجم الأمار للذهب، بعدها تم التقاط صور جماعية تذكارية، ثم انطلقت الرحلة بعون الله وتوفيقه.

التتابع الطبقي الرف العربي:

التتابع الطبقي لصخور الرف العربي من الرياض إلى القويعية، مرورًا بصخور العصر الجوراسي ممثلة بمكونات العرب والجبيلة وحنيفة وطويق وضرماء ومرات، وتكمن أهمية دراسة هذه الصخور الجيرية والطينية والقليل من أحجار الرمل أن منها صخور طفال وجير غنية بالمواد العضوية وهي بذلك صخور مصدر للنفط والغاز، وكذلك منها صخور ذات مسامية ونفاذية مناسبة هي صخور مكمن للنفط والغاز.

أما صخور مكونات المنجور وجله وسدير التابعة العصر الترياسي فهي مكونة من أحجار رمل وطفال والقليل من أحجار الجير والمتبخرات، وأحجار الرمل منها وخاصة أحجار رمل متكون المنجور فهي خزانات مهمة للمياه الجوفية.

وأخيرًا صخور حقب الحياة القديمة ممثلة في مكونات الشجراء وعنيزة وخف، فهي تتكون من أحجار رمل وطفل وجير وهي مكامن للنفط والغاز في عشرات الحقول في المنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية.

جبل متميز برسومه الصخرية:

تزخر المملكة بالمواقع الأثرية وخاصة الرسوم الصخرية، ولأهمية محتوى تلك الرسوم جيولوجيًا وبيئيًا وسياحيًا كان للفريق وقفة آثارية - جيولوجية.

قبل الوصول إلى القويعية انعطف الفريق العلمي يمينًا نحو الصحراء باتجاه جبل منعزل له أهمية علمية تاريخية، واجهات صخور تحتوي على رسمات ونقوش صخرية متميزة تعكس واقع المنطقة قبل نحو ٦ إلى ٤ آلاف سنة، تعج واجهة صخرية برسومات حياة فطرية نباتية وحيوانية وبشرية، فيها مختلف أنواع الحيوانات من الأسود والوعول والجمال والنعام والبط والأشجار والبشر وغيرها.

كانت هذه الوقفة لقراءة تاريخ المنطقة من خلال هذه اللوحة الصخرية التي وثّقت تاريخ المنطقة، والتي أكّدت ازدهار الحياة الفطرية في غابر الزمان، ربط جيولوجي - بيئي - حيوي.

هذه الرسومات هي أصدق دليل على أن المنطقة كانت مروجًا وأنهارًا وغابات، وإنها بإذن الله ستعود.

جيولوجية التماس بين الدرع والرف:

التماس بين الدرع العربي والرف العربي معلم جيولوجي متميز لابد لكل جيولوجي من زيارته ودراسته، ففي محافظة القويعية تستقر صخور الرف العربي الرسوبية بلا توافق فوق صخور الدرع العربي النارية والمتحولة.

كانت وقفة اطلع فيها الطلاب على منطقة التماس، وشاهدوا قواطع تقطع في الصخور النارية، وشاهدوا صخور التونالايت النارية وما فيها من مكتنفات من بقايا صخور أقدم.

يُعد هذا الموقع أو التماس معلم جيولوجي متميز.

في ضيافة «الأمار» و» معادن» والذهب:

تتوجت الورشة والرحلة الجيولوجية الميدانية - التعدينية باستضافة منجم الأمار للذهب التابع لشركة التعدين العربية السعودية «معادن» للفريق العلمي لتعاونية «الجيولوجيون السعوديون» وطلاب قسم الجيولوجيا في جامعة الملك سعود، وأتاحت لهم فرصة ثمينة للتعرف على «منجم الأمار للذهب» والتعرف على عمليات التعدين في جميع مراحلها.

بدأت الزيارة باستقبال وعرض المعلومات حول معادن وتاريخ منجم الأمار، ثم استعراض لمتطلبات السلامة في المنجم.

شكر وتقدير:

اختتمت الورشة الجيولوجية الميدانية - التعدينية منجم الأمار للذهب بكلمة من رئيس مجلس إدارة تعاونية «الجيولوجيون السعوديون» الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن لعبون شكر فيها «معادن» وإدارة «منجم الأمار للذهب» لإتاحة هذه الفرصة الثمينة للطلاب لزيارة المنجم والتعرف على عمليات التعدين، وخص بالشكر المهندس هتان عبدالجبار والمهندس عبد العزيز القحطاني ومسؤول الأمن الصناعي وجميع العاملين في المنجم.

قالوا عن الورشة والرحلة والذهب:

أشاد جميع الطلاب ببرنامج الورشة والرحلة الميدانية وزيارة المنجم، وشكروا «معادن» و» الجيولوجيون السعوديون» لتنفيذ هذه الورشة الآثارية - الجيولوجية - التعدينية، وهذه مقتطفات من آراء عدد منهم:

1ـ إبراهيم عبدالله اليوسف:

عمل ميداني مهني، تعرفنا على التتابع الطبقي للصخور الرسوبية من الرياض وحتى القويعية، ودرسنا آثار رسوم صخرية، وشاهدنا التماساً بين الدرع والرف والصخور النارية والمتحولة، ورأينا عمليات التعدين في منجم الأمار للذهب شكرًا لـ «الجيولوجيين السعوديين»

2ـ عبدالعزيز الدوسري:

رحلة مفيدة تركت أثرًا كبيرًا في قلوبنا قبل عقولنا، ومتعة ليس لها حدود..

ورشة تعلمنا فيها كثيراً، وجربنا أشياء جديدة فرصة لا تحصل لأي أحد، وإن شاء الله نكررها ونزور أماكن أخرى…

3ـ صالح العجروش:

رحلة علمية بامتياز ورحلات الجيولوجيا دائماً وأبدا تُريني الجانب الجميل والعلمي والممتع من هذا التخصص، واستفدت من معلومات كنت لا أعرف عنها شيء ولم أسمع بها ولم أرها، وهنا تأتي فائدة العمل الميداني لتوضيح المعلومات وترسيخها في الذهن

4ـ عبدالعزيز ناصر الدوسري:

هذه أول رحلة جيولوجية رسمية لي وأول مرة أشاهد قاطع صخري Dike وطية Fold وصدع Fault وكثير من المعالم الأخرى… الرحلة اختصرت تعليم فصل دراسي نظري كامل، زيارة المنجم أكثر من رائعة، الطلاب بحاجة ماسة لمثل هذا النشاط الميداني.

5ـ حسين خالد بن جدوع:

ورشة عمل ورحلة جيولوجية - تعدينية كانت رائعة حيث شاهدنا البنيات الجيولوجية في الحقل وأيضاً عمليات التعدين كاملة من حفر الأنفاق وتكسير الصخور ونقلها وفرزها حتى الصهر، شكرًا ل «معادن» و «الجيولوجيون السعوديون» وإخواني الطلاب على نجاح ورشة العمل.

6ـ عبدالله المطيري:

كان النزول إلى المنجم تجربة ممتعة ومثرية، ورؤية هندسة المناجم التحت سطحية وإجراءات السلامة في المناجم وطريقة عملها وهو حلم غالبًا يراود كل جيولوجي مهتم في مجال التعدين، كانت رحلة ممتعة تعلمنا فيها الكثير، عن الصخور الرسوبية والمتحولة وحتى النارية، والمعادن الثمينة.

7ـ إبراهيم بن عبدالله الزمامي:

رحلة ميدانية تعدينية رائعة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، رأينا المنجم وطريقة استخراج الخام وصهره إلى سبائك معدنية، دخلنا إلى أعماق سحيقة تحت سطح الأرض.. كانت تجربة مبهرة جداً، شكراً لتعاونية «الجيولوجيين السعوديين» شكراً «معادن».

8ـ محمد صالح العرف:

أشكر تعاونية «الجيولوجيون السعوديون» وشركة «معادن» على المجهود المبذول لتنفيذ هذه الورشة المفيدة جدًا، لقد حصلنا على أكبر قدر من المعلومات، ومن التجربة الميدانية كم هائل من المعلومات القيمة، الرحلة وورشة العمل حصيلة علمية وتجربة لا تنسى بكل لحظة وبكل معلومة.