أثرت اللغة العربية على اللغة الأردية في لغتها وأدبها بشكل عام، نتيجة للعلاقات، والترجمة والتعليم أو عن طريق التلاقح اللغوي والتناقل الأدبي، وتتجلى هذه التأثيرات على قصائد اللغة الأردية في بنائها وموضوعاتها ولغتها، ويمكن أن نلاحظ هذه الظاهرة من خلال المقارنة والتحليل واستيحاء طبيعة القصيدة العربية؛ باحتوائها على مقدمة غزلية وطللية، ومن ثم الدخول في صلب الموضوع والخاتمة بالدعاء أو غرض آخر، فاللغة الأردية أيضا تبدأ بالتشبيب في مقدمتها والدخول في بدء الفكرة الرئيسة والخاتمة، حيث نأخذ قصيدة «عفت ذات الأصابع» لحسان بن ثابت «ومديح خير المرسلين» لمحمد محسن كاكوري، وعند مقارنتها نكتشف التأثير بشكل كبير في بنائها، وموضوعاتها أيضا، وهو مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، فاحتوت القصيدة على مقدمة غزلية ومدح الرسول ووصف محاسنها، وذكر جبريل، وأيضا نجد تأثر الأردية في لغتها واستخدام المصطلحات الإسلامية بشكل كبير، فيوجد الكثير من كلمات اللغة العربية من مثل تسنيم، الكوثر، طوبى، الأول، الأحول، ناسخ، الأديان والملل وغيرها، ولم تتغير دلالاتها المعجمية، مع وجود الفرق في بعض المفاهيم والأغراض الشعرية مثلا الأسلوب القصصي في التصوير، ووصف مواسم المطر والربيع نتيجة للملحمات الهندية، والثقافة الهندوسية، ووجود فلسفة وحدة الوجود والتصوف التي تقتضيها طبيعة الزمان والمكان واللغة.
واكتشاف هذه التأثيرات تسهل عملية الفهم الشعري وطبيعة اللغة والأنواع الأدبية وتاريخها مما يتيح الفرصة لدارسي الأدب المقارن الاطلاع على المفاهيم والفروق بين اللغتين ومما حدثت لها من التجديدات بعد تحولها من لغة إلى أخرى.
جنيد يوسف عبد الرقيب
الجنسية: الهند
إضافة تعليق جديد