في كل مرة أجدني مدفوعًا إلى الكتابة عن اللغة العربية، لا أكاد أهتدي لبيان يشاكل ما أكنه لها من حب وتبجيل، لا لأنها لساننا الذي به نتواصل ونعبر عما يداخلنا من مشاعر ويحدونا من أمنيات. العربية بعض من هذا العالم لكنها كلنا الذي لا يتجزأ، هي ماهيتنا الوجودية وهويتنا الثقافية، وليس أقل من أن نشعر أنا مدينون لها بما قل أو كثر، دينا لا يقضى، وعوزا يظل يغنينا ويبهجنا. ومن صور هذا الالتزام المشرف أن تحظى العربية بحضور إعلامي يكون لها منبرا تخاطب الناس منه، ومن الواجب إذا عرضت الفرصة على من يعول عليه تقديم العربية كما يليق بها؛ أن يبادر عن حسن قصد وطيب نفس.
وحين انتدب قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود ليكون شريكا وعونا في تقديم برنامج «مجالس اللغة العربية» بإذاعة القرآن الكريم، تصدى لهذه المهمة في حواريات عن موضوعات متصلة باللغة العربية قديما وحديثا، تناوب على تقديمها -ولايزال- كوكبة من أعضاء هيئة التدريس بالقسم من مختلف المشارب والاهتمامات. استهل البرنامج مشواره الجديد عارضا حزمة من الموضوعات، منها ما يستهدف مستقبل العربية في ظل التحول الوطني ورؤية 2030، ومنها ما يشخص واقع اللغة العربية تحدثا وكتابة في شتى المستويات، ومن الموضوعات ما يطرح تساؤلات عن السبيل لردم الهوة بين الفصيح والعامي، وتضييق الخناق على الخطأ واللحن، وعما أعد القسم من خطط وإستراتيجيات مستقبلية تضع في اعتبارها تطوير البرامج ورفع كفايات الدارسين. وهو إذ يعد بالمزيد ليدعو المهتمين للاطلاع على حلقاته تتهادى إلى المسامع كل ظهر خميس تمام الواحدة، راجين أن ينال رضاكم وأن يحقق بكم غاياته مرحبين بكل اقتراح ونقد هادف.
الدكتور صالح الزهراني
إضافة تعليق جديد