دفع عجلة التنمية هو مصطلح يدور في أوساط المجتمعات والأعمال والشركات والوزارات ذات الإنتاجية الضعيفة كسخرية عن النتائج المحققة في سنة العمل الميلادية، فيتخلل تلك المجتمعات ثقافة بنيت مع الوقت سببها الأول ضعف الإدارة وعدم المتابعة حيث أصبحت تلك المجتمعات سلبية الطرح قليلة العمل ضعيفة الإنتاجية تمر عليها السنوات، ولم يتحقق أي شيْ ملموس على أرض الواقع، بل إن التأجيل هو أول الحلول لا لضعف القدرات، بل هي تراتبية نتجت عن مدرسة قديمة لم يستحدث فيها أي نمط جديد أو واقع عملي مدروس. أما نحن في المملكة العربية السعودية أصبح من النادر أن ترى مثل تلك المجتمعات بفضل الله ثم رؤية سمو ولي العهد 2030م التي وضعت خارطة الطريق وفق خطط مدروسة يعمل على تنفيذها فرق أكفاء قادرين على تحقيق النتائج المرجوة قبل الوصول إلى المدة الزمنية التي رسمت من أجلها؛ مما أتاح الفرصة لاستحداث مزيد من المستهدفات، ولعلي أستلهم من حديث معالي المستشار رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه حيث سبق له التصريح بأن الفريق الخاص به انتهى من العمل على خطط الهيئة للعامين القادمين 2024-2025م كما يجري العمل على إنهاء الخطط الخاصة بالعامين التي تليها، وها نحن مازلنا في بداية العام الجديد فبفضل جهود ولي العهد ــ حفظه الله ــ للتغيير تميزت المملكة بأنها تتسابق مع المستقبل، وتسبقه بأعوام وتتغلب عليه، فلم نعد ممن يدفعون عجلة التنمية على أمل التغيير أو الإنتاج، كما أن من أسس تلك النجاحات التي نجحنا في تنفيذها وفق رؤية 2030م هي البداية بالحرب على الفساد كونه من السهل العمل على إعداد المشاريع، ولكن من الصعب تنفيذها فالوجه الجديد للمملكة لم يعد كالسابق كما لا يوجد مثيل له فلغة الأرقام هي أساس الحوارات وبداية الندوات وختام الاجتماعات، فمن يعتقد بأن أوربا الجديدة لم تعد الشرق الأوسط والمملكة تحديدًا فعليه أن يعيد النظر في حساباته للأمور كيف تحدث فحين نرى المشهد السياسي نجد المملكة إن لم تتصدر الحدث فهي جزء منه وكذلك الرياضي والاقتصادي وغيرها من المجالات، فلم يعد الوسط العالمي يخلو من تواجد السعودية، سواء كان ذلك على مستوى رأس الهرم في المملكة، أو كان بأقل جهد حتى أصبحت النظرة الحيادية اليوم لا توفي لعكس الواقع الذي أصبحنا جزءاً منه، أو نتصدره والإحصائيات والدراسات خير الأدلة، وما تزال طائرة المملكة تجول فوق السحاب، فلم يعد البحر يكفي لإبحار السفن فالسرعة في الإنجاز والإتقان بالعمل هو الشعار المحدد للنجاح.
عبد الملك محمد القباع
عضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية
إضافة تعليق جديد