إدارة الأداء أصبحت ضرورة حيوية في الفترة الأخيرة، إذ تُعَدُّ وسيلة شاملة ومستمرة لتحسين الأداء، متفوقة على النهج الذي كان يعتمد على تقييم الأداء أو أنظمة التقييم في الماضي، والتي كانت في كثير من الأحيان غير كافية. تعتمد إدارة الأداء على مبدأ الإدارة بالاتفاق أو الميثاق، حيث تركز على تنمية وتعزيز الخطط الشخصية للتعلم الذاتي، وتدمج الأهداف الفردية والتنظيمية، وتلعب دورًا هامًا في تحسين فعالية المنظمة.
تتكون عملية إدارة الأداء من خمسة عناصر رئيسية، وهي الاتفاق، والقياس، والتغذية الراجعة، والتعزيز الإيجابي، والحوار. يتم التركيز على تحقيق الأهداف وقياسات الأداء، وتستند العملية إلى الاتفاق حول متطلبات الدور، والأهداف، وتحسين الأداء، وخطط التطوير الشخصي.
وتهدف عملية إدارة الأداء إلى ربط جهود الموظفين برؤية وأهداف المنظمة، وتحديد توقعات الأداء بشكل واضح، وتركيز الجهود، وربط الأداء بتطوير مسار المهنة للموظفين، وضمان رصد الأداء بشكل منتظم. إنها عملية مستمرة تتغير مع احتياجات الأعمال المتغيرة، وتشمل التخطيط والفحص والتقييم المستمر.
وتركز إدارة الأداء على تخطيط الأداء المستقبلي والتحسين والتطوير الشخصي بدلاً من التقييم بأثر رجعي للأداء. إنها تعمل كعملية مستمرة وتطورية حيث يتحسن الأداء مع مرور الوقت. كما إنها توفر أساسًا للحوارات الدورية والمتكررة بين المديرين والأفراد حول الأداء واحتياجات التطوير، استنادًا إلى التغذية الراجعة والتقييم الذاتي. تعنى في الأساس بالأداء الفردي ولكن يمكن تطبيقها أيضًا على الفرق، مع التركيز الأساسي على التطوير. على الرغم من أن إدارة الأداء تشكل جزءًا هامًا من نظام الحوافز من خلال توفير التغذية الراجعة وتحديد الفرص للنمو، إلا أن جوانبها التنموية تعتبر أكثر أهمية.
ويمكن تلخيص إدارة الأداء بمجموعة من المبادئ الرئيسية:
ـ التوافق: تحقيق توازن بين أهداف المنظمة وأهداف الموظفين.
ـ التخصيص: تكون محددة للفرد استنادًا إلى سجل أدائه الفردي.
ـ التواصل: تعزز التواصل بين الموظفين والمديرين.
ـ التركيز على المستقبل: تجعل عملية قياس الأداء واضحة وموجهة نحو تحقيق الأهداف.
ـ المرونة: تكون مرنة لتحقيق الواقعية وتلبية احتياجات الموظفين.
ـ التحدي: توفير تحديًا للموظفين لتعزيز التفوق.
ـ الانسجام مع الثقافة: يجب أن تتماشى مع قيم وثقافة المنظمة.
باختصار، تُعَدُّ إدارة الأداء جزءًا أساسيًا من عمليات المنظمة، وتسهم بشكل كبير في تحسين أدائها وتحقيق التفاعل الإيجابي بين المنظمة وموظفيها.
مرضي بن زارع العنزي
عمادة الموارد البشرية
إضافة تعليق جديد