أشرت في مقال سابق أن المقترح البحثي هو بمثابة العقد الذي يلتزم فيه الباحث بأداء المهام الموكلة له باستخدام منهجيات محددة وصولاً للنتائج وبما يتماشى مع الأطر الأخلاقية في البحث العلمي. على الباحث ألا يسهب كثيراً في كتابة المقترح البحثي، ولا يستنزف الوقت الطويل في إعداده لكونه مجرد مدخل للرسالة العلمية. وتختلف طبيعة ومكونات المقترح البحثي من جامعة إلى أخرى؛ كما أن بعض الأقسام تضع اشتراطات ومعايير محددة لكتابته بما في ذلك عدد الكلمات والصفحات والتنسيق العام. وفي المجمل، يتكون المقترح البحثي من ستة أجزاء رئيسية يمكن تلخيصها على النحو التالي:
أولاً، صفحة العنوان وتتضمن عنوان المقترح البحثي واسم الباحث والمشرف، واسم المؤسسة التعليمية والقسم والدرجة العلمية التي يسعى الباحث للحصول عليها. ثانياً، صفحة المحتويات وتتضمن جدول بأهم مواضيع المقترح البحثي مقرونة بأرقام الصفحات، ويمكن أن تتضمن هذه الصفحة قائمة بالأشكال والجداول. ثالثاً، المقدمة، وفيها يستعرض الباحث شرح مختصر عن القضية البحثية بداية من المنظور العام وحتى الإطار المحلي للقضية موضع الدراسة بما في ذلك الأهداف، وأسئلة البحث، والفرضيات إن وجدت. رابعاً، الإطار النظري، ويتناول فيه الباحث استعراض المفاهيم النظرية والدراسات السابقة التي تعكس الفجوة البحثية؛ ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الإطار النظري لا يعني مجرد تلخيص دراسات نظرية؛ بل تبيان الفوارق أو الجدليات بين هذه الدراسات لنقدها موضوعياً واستنباط التوجهات البحثية السائدة، والمدارس الفكرية المتباينة. خامساً، المنهج البحثي وفيه يتناول الباحث الأساليب والمناهج المتبعة للوصول إلى النتائج بما في ذلك أدوات البحث، وعينة الدراسة، والطرق الإحصائية المتبعة، والممارسات المتخذة لضمان سلامة التجارب المعملية مع الأطر الأخلاقية للبحث العلمي؛ كما يشتمل هذا الجزء إطاراً زمنياً واضح لمراحل إنجاز الرسالة. سادساً، النتائج المتوقعة وفي هذا الجزء يحاول الباحث تسليط الضوء على بعض النتائج المتوقعة، والتي تؤكد على أهمية البحث ودور النتائج في حل المشكلة البحثية. ويختم الباحث المقترح البحثي بقائمة المراجع المرتبطة باستشهادات مرجعية في متن البحث، ثم الملاحق حيث يدرج الباحث جميع الوثائق ذات الصلة بالبحث بما فيها أسئلة المقابلة ونموذج الاستبيان.
د. وليد الزامل
أستاذ مشارك في قسم التخطيط العمراني
إضافة تعليق جديد