لا يمثل عام 1139هـ مجرد تاريخ عادي في سجل الأحداث، بل هو علامة فارقة في تاريخ شبه الجزيرة العربية، ففي ذلك العام؛ تأسست الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود، لتشكل فجرًا جديدًا على صعيد الوحدة والاستقرار والازدهار.العودة لذكرى تأسيس الدولة السعودية هي رحلة ملهمة للأجيال الحالية للتعرف على عمق حضارتنا والتحولات التنموية التي أسهمت بها الدولة تحت ظل الأسرة الحاكمة الكريمة من آل السعود في عصورها الثلاثة، وفي ظل حكامها الذي تعاقبوا على بناء الدولة وبناء الإنسان مع الصلابة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية والتمسك بالثوابت والأسس الوطنية. لقد اتسمت الدولة السعودية بمجموعة من الخصائص التي تميزها عن غيرها من الدول منذ عهد التأسيس، فقد تميزت الدولة السعودية بوجود نظام حكم قوي وقضاء عادل ونماء اقتصادي وتنمية شاملة لكل أرجاء الوطن واهتمام متزايد بالتعليم والصحة والأمن وغيرها من مختلف المجالات الحيوية والتنموية لتحقيق نماء الوطن وازدهاره. فأحد هذه الشواهد، والتي تتصل بنا جميعاً في جامعة الملك سعود كإحدى مؤسسات التعليم هي الاهتمام بالتعليم لأبناء وبنات الوطن منذ التأسيس للدولة السعودية، حيث أصبحت الدرعية بعد التأسيس مقصداً لطلاب العلم والمعرفة بجانب إرسال المعلمين للبلدات المختلفة التابعة للدولة السعودية، والذي قد كان بدائياً ومحدوداً في مراحل أولية من عمر الدولة السعودية، إلا أنه أسهم في تحول كبير في تحسين الرصيد المعرفي، إلى ما يمكن وصفه اليوم بالتحول الكبير والتنافسية الكبيرة للتعليم والبحث العلمي، ونشهد مزيداً من الحرص للقيادة السعودية – حفظها الله – في ضوء رؤية المملكة ٢٠٣٠ على تحسين جودة ونوعية التعليم، ونعيش كنتيجة لذلك التميز للطالب والمعلم في مختلف مراحل التعليم العام والجامعي، ويصبح الهدف منافسة عالمية على مستوى جامعتنا وخريجي المؤسسات التعليمية السعودية. وهذا الاهتمام نابع من الحرص على أن يكون المواطن السعودي هو لبنة البناء التي تعلي أساس – الدولة – هذا البنيان الشامخ، وليقود المواطن – المؤهل بالعلم والمعرفة العالمية والمليء عزةَ شموخاَ بثوابته الوطنية – التنمية في بلاده وليحقق المزيد من التقدم في المجالات كافة.
د. محمد بن عبداللطيف النفيسة
عميد كلية علوم الأغذية والزراعة
إضافة تعليق جديد