إنجاز رسالة الدكتوراة !!

 

 

إنّ إنجاز رسالة الدكتوراة يختلف وفقًا لمتطلبات كل برنامج أكاديمي، فهناك برامج تقتصر على البحث وتسجيل مقررات اختيارية تساعد الباحث على التوسع في القراءات المتعلقة برسالة الدكتوراة. وفي المقابل، تستوجب بعض البرامج إنهاء مقررات إلزامية واجتياز الامتحان الشامل Comprehensive Exam. كما تفرض بعض البرامج امتحان تأهيلي Qualifying Exam مع نهاية السنة الأولى لبرنامج الدكتوراة وهو بمثابة امتحان نظري يهدف الى قياس الحصيلة المعرفية للطالب ومدى استعداده لاستكمال مرحلة الدكتوراة. في حين تتطلب بعض البرامج نشر ورقة علمية في إحدى المجلات المُحكمة واجتياز ما يعادل 70% من المقررات النظرية أو جميع المقررات قبل تسجيل رسالة الدكتوراة. وبشكل عام، يتكون البرنامج الأكاديمي لمرحلة الدكتوراة في معظم الجامعات من ثلاث سنوات كحد أدنى؛ أما الفترة المثالية لإنجاز كامل البرنامج بما فيها مناقشة رسالة الدكتوراة فهي 4 سنوات. أذا أردت أن تنجز رسالة الدكتوراة بشكل مثالي عليك البداية بتحديد المجال البحثي مبكرًا من خلال الاطلاع على مجموعة واسعة من الكتب والأبحاث العلمية التي تتقاطع مع اهتماماتك البحثية. حاول الاستفادة من المرحلة الأولى في برنامج الدكتوراة في تنمية مهارات القراءة والبحث المتقدم من خلال إعداد الأبحاث ونشرها في المجلات العلمية أو المشاركة في الندوات والمؤتمرات العلمية. تعتمد مرحلة الدكتوراة على مدى نجاحك في بناء شخصيتك كباحث من خلال المشاركات المتنوعة في الملتقيات والندوات العلمية والنشر العلمي. في السنة الأولى لبرنامج الدكتوراة عليك الاطلاع على السير الذاتية لأعضاء هيئة التدريس وطبيعة الأبحاث التي قاموا بإنجازها ومدى تقاطعها مع اهتماماتك البحثية. وأبدأ ببناء قاعدة بيانات تتضمن جميع المراجع الهامة أو البيانات الإحصائية ذات العلاقة بموضوعك البحثي على أن تكون مدرجة ومحفوظة في مجلد خاص أو في مكتبتك الخاصة. لا تقم بحفظ ملفاتك ومسودات الرسالة مباشرة في جهازك الشخصي؛ بل استخدم منصات إدارة ومزامنة الملفات السحابية التي تضمن الحفاظ على ملفاتك من التلف حتى عندما يتعطل الجهاز الشخصي. في السنة الثانية عليك الاستعداد لمتطلبات الامتحان الشامل وفهم طبيعة الامتحان ومحاوره خاصة أن الامتحان يضم جزءًا شفويًا يجيب فيه الطالب عن مجموعة من التساؤلات التي تُثبت استيعاب موضوعه البحثي. في السنة الثالثة، يُفترض أن تكون جاهزًا للتقديم على المقترح البحثي الذي يتناول موضوع بحثي يتمتع بالجِدة والأصالة، ويساهم في إضافةٍ علميةٍ في الحقل أو المجال التخصصي؛ لتصبح عند اجتيازه مرشحًا للدكتوراه Ph.D. candidate. ومن الحصافة أن تستدرك وقتك في الإنجاز من خلال القراءات وتدوين مسودات متفرقة يمكن أن تساعدك في بناء جسم الرسالة العلمية مستقبلًا حتى تكون مؤهلًا للمناقشة في نهاية السنة الرابعة.

 

د. وليد الزامل

أستاذ مشارك في قسم التخطيط العمراني

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA