تحكيم الرسائل العلمية

 

 

يتم تحكيم الرسائل العلمية وفق الإجراءات المعتمدة في الجامعات السعودية، وتَشترط معظم الجامعات أن يشارك عضو خارجي لمناقشة رسائل الدكتوراه، على ألا يكون هذا العضو مرتبطًا بالجامعة، ولم يحصل على شهادة الدكتوراه منها. يقوم كل عضو من أعضاءِ لجنة التحكيم بقراءة الرسالة باستفاضة وكتابة التوصيات والملاحظات العامة بشكل منفصل ليتم مداولتها أثناء المناقشة. تتضمن هذه الملاحظات أسئلة أو نقاط تتطلب مزيدًا من التوضيح من قبل الباحث. وللعضو أن يكتب رأيه وملاحظاته بشكلٍ مستقل ليرسلها مباشرة إلى رئيس القسم في حالات الانتحال العلمي. ومن الأهمية بمكان أن تعمل لجنة المناقشة على ترسيخ شخصية الباحث بـ «الدفاع» عن الرسالة العلمية ومناقشتها. ولست أرى أن يتحمس الأستاذ المشرف بالدفاع عن الباحث أوالرد على ملاحظات المحكمين فهو ليس معني بذلك.

على أي حال، تُعِد لجنة المناقشة تقريرًا للحكم على صلاحية الرسالة يتضمن أربع توصيات وهي: قبول الرسالة والتوصية بالدرجة، أو قبول الرسالة مع إجراء بعض التعديلات دون مناقشتها مرةً أخرى، ويفوض أحد أعضاء لجنة المناقشة بالتوصية بمنح الدرجة بعد التأكد من الأخذ بهذه التعديلات في مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر من تاريخ المناقشة. وهنا تجدر الإشارة أن تفويض أحد أعضاء اللجنة يعني استكمال النواقص وتسليمها مباشرة بعد موافقة العضو المُفوض؛ إذ لا يتوجب المطالبة لزامًا بالاطلاع على التعديلات من أي عضو في اللجنة بناءً على هذا التفويض. وفي بعض الحالات قد ترى الجنة أهمية التوصية باستكمال نواقص الرسالة وإعادة مناقشتها خلال فترةٍ محددة لا تزيد عن سنة واحدة من تاريخ المناقشة. وقد تتخذ اللجنة هذا القرار نتيجة خللٍ منهجي في أداة البحث أو نتائج الدراسة. كما يمكن أن توصي اللجنة بعدم قبول الرسالة نتيجة إخلال بالأمانة العلمية أو تقديم بيانات مضللة وغير صحيحة.

إن قيام المشرف برفع الرسالة العلمية إلى القسم لطلب تكوين لجنة المناقشة هو بمثابة إقرار ضمني بصلاحية الرسالة للمناقشة. وعليه فإنّ وصول الطالب لهذه المرحلة يعني أنه مُرشح للحصول على الدرجة المستحقة ما لم يَثبت خلاف ذلك. إنّ قرار الحُكم على الرسالة العلمية يعتمد على القناعة التامة من لجنة الحكم بمحتوى الرسالة والنتائج التي توصلت إليها. وتتخلل المناقشة العلمية تساؤلات عديدة من لجنة التحكيم، وتُشكل الإجابة عنها مدخلًا للحكم على جودة أداء الطالب وأمانته العلمية، وكفاءته البحثية. وعليه فإن القرار النهائي بمثابة إجازة أكاديمية تعطي لحاملها اعتماد المصداقية، والموثوقية بقدرته على أداء البحث العلمي بكفاءةٍ واقتدار.

 

د. وليد الزامل

أستاذ مشارك في قسم التخطيط العمراني

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA