66 عامًا.. عطاءٌ ونماء

 

 

سعدت بحضور احتفالية حلول الذكرى السادسة والستين لتأسيس كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الملك سعود، هذه الكلية التي عشت فيها طالبًا فمعيدًا فمحاضرًا فاستاذًا.. تلك اللحظات أعادت لي ذكريات الأيام الخوالي مع أساتذة وزملاءٍ كرام بعضهم اليوم زملاء وأخرون في مواقع إعلامية مختلفة.

 يُعد هذا الحفل الستيني فرصةً لتقدير واحتفاء برحلة التعليم العالي في المملكة التي وقرت العلم والعلماء وأوجدت المؤسسات والمراكز. وأسهم  في رحلة البداية علماءٌ عربٌ كِرام من بينهم الدكتور عبدالوهاب عزام، أول رئيسٍ لجامعة الملك سعود. 

منذ ذلك الحين، نمت كلية «الآداب» الاسم التاريخي للكلية التي أصبحت تُعرف الآن بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، فكانت الانطلاقة بقسم اللغة العربية الذي كان النواة الأولى في خمسينيات القرن الميلادي الماضي.

فالكلية تمثل قصة نجاحٍ باهرٍ في هذا المضمار. فلم تكتفِ بإعداد الأكاديميين فحسب، بل أخرجت قياداتٍ علميةٍ وإداريةٍ وإعلامية، وساهمت بفعالية في العملية التعليمية وبناءِ أجيالٍ مثقفةٍ كان لهم دور في عجلة التنمية المباركة لبلادنا الحبيبة.

ولا يمكن لهذا الكيان أن يبلغ هذه القمة إلا بفضلٍ من الله ثم دعم قيادتنا الرشيدة حفظها الله، وشباب وطني جادٌ ومتطلعٌ رفع من شأن هذه الكلية، ومن بين تلك الشخصيات التي سطرت تاريخًا حافلًا بالإنجازات، يبرز د.عبدالله الغذامي، وهو ناقد أدبيٌ حائزٌ على جوائزٍ عربيةٍ ومحلية، والدكتور عبد العزيز المانع الحائز على جائزةِ الملك فيصل، والدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري العالم الآثاري الكبير وغيرهم من نجوم العلم وعمالقة الثقافة..

وقد انتبهت بلادنا في مرحلة مبكرة الى أهمية «العلوم الإنسانية والاجتماعية» فهي تلعب دورًا حيويًا في تطوير المجتمعات بتعميق الفهم للتاريخ والثقافة، وتساعد على تكوين رؤيته للعالم واستكشافه وفي تعلم كيفية تكوين رؤية تجاه كل ما حولنا، وبناء آراءٍ نقديةٍ وجيلٍ مبدع إضافة لأثر هذه العلوم في تعزيز روح المواطنة لدى الإنسان.

 يؤكد ألبرت أينشتاين على ذلك بقوله: «ليس كل ما يمكن عدّه يحسب، وليس كل ما يحسب يمكن عدّه»، مشددًا على أهمية الأبعاد غير الملموسة التي تكشفها هذه العلوم في تنمية الوعي الإنساني والمساهمة في حل المشكلات الاجتماعية.

هذه الذكرى تدعو الطلاب  والخريجين للافتخار بما قدمته كليتهم من إسهامات علمية وثقافية عبر العقود، وتحفزهم على الاقتداء بتلك القامات العلمية. فإن التحدي الحقيقي يكمن في مواصلة السير على نهج هؤلاء العظماء والمساهمة في الارتقاء بمستقبل التعليم في المملكة. 

بقي أن نذكر في هذا المقام الكلمات المحفزة لكل مواطنٍ للعلم والتعلم التي قالها قائد هذه البلاد المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله: «إن التعليم في السعودية هو الركيزةُ الأساسية التي نحقق بها تطلعات شعبنا نحو التقدم والرقي في العلوم والمعارف».

 

د.عادل المكينزي

قسم الإعلام

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA