للطلبة.. نصائح فريدة لسنةٍ دراسيةٍ جديدة.. (الحلقة الأولى)

د. عبد الملك المخلافي- أستاذ الإدارة العامة المشارك

كلية إدارة الأعمال

لا شك إن الالتحاق بأي برنامجٍ أكاديمي في مؤسسةٍ علميةٍ مرموقة كجامعة الملك سعود، يمثل فرصةً فريدةً، ومحطةً فارقةً في حياة الإنسان؛ لما لها من فوائدٍ وعوائدٍ ثمينة، تترك أثرها الإيجابي في شخصيته وحياته، وعائلته، وعمله، ومشروعاته الخاصة، ومجتمعه بشكلٍ عام. الجامعة بصورةٍ عامة، ليست مجرد منظمة يلتحق بها الفرد؛ ليلتقط، على عجالة، بعض المعارف والمهارات والتقنيات والأساليب، والشهادات ثم يعود أدراجه؛ وإنما هي حياة بالمعنى الواسع للكلمة، ويجب على الطالب أن يعيشها، وأن يستمتع بها منتهى المتعة الروحية والفكرية والاجتماعية، وأن يستفيد منها في تأسيس وإثراء قاعدته المعرفية، وتطوير وصقل مهاراته الذهنية والنفسية والبدنية، وبناء وتوسيع علاقاته وصداقاته المختلفة، وأن يحاول - كلما أمكن-  في أن يدع بصمةً جميلةً، وأثرًا خالدًا في تاريخ الجامعة ومكتبتها من خلال أي نشاط علمي أو بحثي أو إبداعي ملفت. وهنا أستغل هذه المساحة لاسيما ونحن على أعتاب فصل دراسي جديد، لأطرح بعض النصائح والإرشادات للطلبة (طلابًا وطالبات) المستجدين منهم والمستمرين، وذلك من واقع خبرتي؛ لعلهم يستفيدون منها في رحلتهم العلمية في هذه الجامعة العريقة، وهي بإيجاز على النحو التالي:

ـ التفرغ للدراسة: تتطلب برامج الدراسات الجامعية والعليا التفرغ التام لفترة الدراسة، أو حتى التفرغ الجزئي؛ لأن التفرغ الكلي أو الجزئي يخلص الفرد من الارتباطات والعلاقات الاجتماعية المنهكة، ويحرر العقل من الشواغل والهموم والصوارف والملهيات، ويوفر له الوقت الكافي للنوم الجيد كأحد المتطلبات الذهنية للدراسة، ويساعده على المذاكرة بصفاء وروية وشمول، وكذلك التأمل في نتائج وحصيلة القراءة والمطالعة والاستذكار؛ والاستعداد الجيد للاختبارات. من خلال خبرتي لاحظت ولمست أن الطلاب المتفرغين تفرغًا تامًا كان أداؤهم ونتائجهم العلمية أفضل بكثير من غيرهم، بينما الطالب المثقل بهموم عائلية وعملية وغيرها، يسير مترنحًا ومتعثرًا خلال مسيرته العلمية. وهنا أنصح أي طالب لديه خطة زواج أو بناء أو تجارة أو تدريب أو سفر أو دراسة في مؤسسة أخرى، أن يؤجل ذلك حتى إكمال البرنامج العلمي الحالي.

ـ المحاضرة الأولى مهمة: الحضور من أول يوم في كل مقرر دراسي، مسألة في غاية الأهمية والضرورة والفائدة؛ لأن أستاذ المقرر يكشف فيها عن أمورٍ كثيرةٍ من أبرزها: شخصية الطالب وخلفيته العلمية، واهتماماته البحثية، وربما ميوله واتجاهاته وتفضيلاته، وغيرها؛ فالأساتذة الجامعيون هم بشر بلا شك، ولكلٍ منهم تكوينه الخاص، وشخصيته المستقلة التي تعكس نفسها على طريقته في التدريس، والبحث، وإدارة المحاضرة، والتعامل مع الطلبة، والقيام بالتقييم والتقويم والتوجيه والتطوير. ومن الواجب على كل أستاذ، أن يقوم في أول محاضرة بشرح وتوضيح خطة المقرر المتسقة والمستمدة من (خطط البرنامج والقسم والكلية والجامعة والدولة) بما تشتمل عليه من أهداف مراد تحقيقها، ومهارات واتجاهات ذهنية ومعرفية وسلوكية وشخصية يراد غرسها لدى الطلبة؛ بالإضافة إلى إيضاح سياسة ونظام التقييم والاختبارات ومواعيدها، والمصادر والمراجع العلمية المطلوبة، وبعض المحاذير والمحضورات الوجب تجنبها، وطرق التواصل والتنسيق، وغيرها. لذلك انصح الطالب، ألا يتخلف عن المحاضرة الأولى بأي حال من الأحوال؛ لأنها تمثل خارطة الطريق، والسراج الذي ينير دربه طوال الفصل الدراسي؛ فبدونها يعيش بقية الفصل الدراسي في حالة تخبط وتوهان، كمن يسير معصوب العينين؛ فتبدر منه الأخطاء والمثالب المتعددة.

ـ الإعداد التام للمحاضرة القادمة: يجب على الطالب قبل أي محاضرة جديدة أو قادمة، الاستعداد لها، وذلك بالرجوع إلى خطة المقرر ومراجع المادة؛ للتعرف على موضوعها، ثم القراءة عنه، ولو بصورةٍ سريعة؛ لاستيعاب أهم العناصر والأفكار الأساسية التي تقع تحت مظلته؛ وتسجيل بعض النقاط، والملاحظات، والأسئلة.. كذخيرةٍ تمكنه من أن يبدو أثناء المحاضرة ممتلئًا ومنخرطًا فيها، ومتسقًا معها، وقادرًا على التداخل والتساؤل، والنقاش، والتعليق، والنقد الموضوعي في ذات المحاضرة.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA