العلم والفضاء..

عبدالله عبدالمحسن العبدالكريم

لايخفى على القارئ الكريم ماتمر به خارطة العلم من تغيرات كبيرة في عالم اليوم، فقد نشأت علوم جديدة مثل علوم الحوسبة العديدة وتفرعت علوم أخرى كالعلوم الطبية والإحيائية وتحورت العلوم العسكرية والفنون الحربية، والحقيقة أنه لايكاد فرع من العلم إلا نالته يد التغير والتطوير ولا عجب في ذلك فقد تحول مفهوم نيل العلم من التربية والتعليم إلى البحث والتطوير. ولعل من أكثر فروع العلم أهمية في هذا العصر، علوم الفضاء والتي هي امتداد لشغف الإنسان منذ قديم الزمان بمراقبة السماء والتأمل في فضائها الرحب ليكتشف أن تلك النجوم يمكن الاستفادة منها في منفعة الناس باستخدام مواقعها وحركتها في تحديد المكان وحساب الزمان تحت مسمى علم الفلك. واليوم مر علم الفلك بقفزة كبيرة حيث أصبح علوماً للفضاء وتسابقت الأمم لوضع قدم لها فيه، فقد اتضحت الإمكانيات الحقيقية الهائلة التي يتيحها استعمار الفضاء ولم يعد من خيال روائيي الأدب العلمي أو إبداعات صانعي الفن السينيمائي بل أصبح حقيقية واقعة يتحدث بها أكاديمي الجامعات المرموقة وأساتذة الاستراتيجيات الدفاعية. وقد اتخذت حكومتنا الرشيدة القرار السديد بإنشاء هيئة عامة للفضاء لتكون أساساً لتنظيم جميع مايتعلق بالفضاء ومنطلقاً لمايستجد من توجهات حيال هذا الموضوع. وقامت هذه الهيئة بما أصبح حديث المجتمع العلمي هذه الأيام وهو إرسال رائدة الفضاء ريانة برناوي الباحثة في الخلايا الجذعية ورائد الفضاء علي القرني الطيار العسكري إلى الفضاء في مهمة علمية وبحثية، وقد قام رائدا الفضاء بالمهمة خير قيام بما أجروه من تجارب علمية واختبارات بحثية نجحت في تحقيق أهدافها والوصول إلى نتائجها المطلوبة. إن دراسة علوم الفضاء والتعمق فيها لم يعد خياراً بل ضرورة حتمية وسباقاً محموماً للوصول إلى أسبقيات علمية ومنافع اقتصادية وضروريات أمنية تستوجب مجهوداً شاقاً وعملاً جاداً تعقبه ثمرة يانعة وحصاد وفير يعم خيره على الجميع بإذن الله.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA