وطن حافل بالعزم و النماء

أ.ديزيد بن عبدالملك ال الشيخ

نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي

يأتي اهتمام الدولة -حفظها الله- بالمناسبات الوطنية من وعيها الحكيم بالآثار الإيجابية التي تنعكس على الفرد والمجتمع، فضلاً عن ما لها من مقاصد جليلة، وغايات نبيلة من أهمها إظهار نعمة الله -عز وجل- وحمده عليها، والدعوات الطيبات بالبركة والسداد لقادة هذا البلد العظيم. إن اليوم الوطني مناسبة سنوية يتذكر فيها شعب المملكة العربية السعودية تاريخ وطنهم المجيد، الحافل ماضيه بالبذل والتضحيات والبناء، وحاضره بالعزم والازدهار والنماء، ويستحضرون المسؤولية الجسيمة والأمانة العظيمة التي ينبغي أن يؤديها كل واحد من أجل هذا الوطن الغالي. واليوم الوطني الذي نحتفل به ونعيش فرحته هذه الأيام، هو اليوم الذي وحد فيه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أقاليم هذا البلد ومناطقه، وأطلق عليه اسم "المملكة العربية السعودية" في سنة 1351هـ، ويوافق 23 من سبتمبر من كل عام. ان توحيد أرضٍ مترامية الأطراف متباينة التضاريس، وشعبٍ متعدد اللهجات مختلف الثقافات، ليس أمراً يسير المنال، ولكنها حكمة الله ورحمته، حين هيأ للملك عبدالعزيز -رحمه الله- الأسباب، وسخر له العقول، وألف به القلوب. ان استمرار المسيرة وثبات المبدأ واستقرار المنهج ليس أمراً سهل التحقق، ولكنها معيّة الله ولطفه، حين اختار من أبناء الملك عبدالعزيز قادة حفظوا العهد وحملوا الراية وتواصوا بالسمع والطاعة.

إن هذا الوطن العظيم بقادته الحكماء وشعبه الكريم قد سطر أجمل صور السياسة الرشيدة التي تمثل علاقة الدولة بالشعب، إنها علاقةٌ بُنيت على أساس أَبويٍّ؛ فيه يرعى الأب حقوق أبنائه ويحفظ الأبناء حق أبيهم، وعلى هذا قامت المملكة العربية السعودية وعليه ستبقى إن شاء الله.

و بما ان جامعة الملك سعود لبنة في هذا الصرح، وجزء من هذا الكيان، لذا فهي تقوم بواجبها تجاه قيادتها وشعبها، وتؤدي وظيفتها لمجتمعها، من خلال نشرها للقيم الوطنية، ودعوتها إلى تحقيق ما تهدف إليه القيادة الحكيمة من غرس فضيلة الانتماء الوطني في نفوس أبناء الوطن، وتنشئة الأجيال على المحبة الصادقة له، والولاء والطاعة لولاة الأمر فيه، وتربيتهم على تحمل مسؤولية الدفاع عن مقدساته، والحفاظ على مدخراته، والحرص على إحياء تراثه المجيد، واستدامة تنميته الحاضرة، والعمل على تحقيق رؤيته المستقبلية الطموحة. و تزداد هذه المسئولية بعد تحقيق الجامعة لمركز متقدم في التصنيفات الدولية (المرتبة 100 جامعة على الصعيد الدولي و الأولى محلياً و عربياً)

وانطلاقاً من شعار "نحلم ونحقق" الذي نرفعه في احتفالنا باليوم الوطني لهذا العام، نبارك لقيادتنا -وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رعاه الله، وولي عهده الأمين محمد بن سلمان حفظه الله- تحقيق مرحلة مهمة من الرؤية الوطنية 2030، حيث ظهر للجميع في الداخل والخارج ما حققته المملكة في مدة وجيزة من أهدافٍ على المستوى المجتمعي والاقتصادي والبيئي والسياحي والتحول الرقمي، لقد كان كل هذا في البداية حلماً، ورهاناً على النجاح، لكنه -كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حين أعلن عن البداية- "سمينا هذه الرؤية بــ(رؤية المملكة العربية السعودية 2030) لكننا لن ننتظر حتى ذلك الحين، بل سنبدأ فوراً في تنفيذ كل ما ألزمنا أنفسنا به، ومعكم وبكم ستكون المملكة العربية السعودية دولة كبرى نفخر بها جميعاً إن شاء الله تعالى".

حفظ الله وطننا الغالي وقيادتنا الغالية ورؤيتنا الغالية، تستحق أن نفخر بها، ونفرح لأجلها، وأن نسعى لتصبح أحلامها حقيقة ماثلة، وواقعاً نعيشه ويعيشه أبناؤنا وبناتنا من بعدنا، والله خيرٌ حافظاً وهو يتولى الصالحين.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA