عميد كلية التربية: احتفالية ملهمة تعيد للمعلم مكانته كقائد في زمن التحول

بمناسبة اليوم العالمي للمعلم 

 

 

 

المعلم هو القوة الدافعة وراء مستقبل مشرق

 

يصاحب الاحتفالية معرض كبير في بهو الجامعة لمدة يومين

 

أطلقنا برامج تدريبية داعمة للبرامج الأكاديمية والدرجات العلمية

 

يتطلب من المعلم القيام بالعديد من الأدوار لتطوير مهنة التعليم

 

مهنة المعلم مزيجٌ من مهام التأهيل والتعليم والتوجيه والإشراف

 

 

حوار: محمد العنزي .. تصوير: سارة الحمدان

تحتفل كلية التربية باليوم العالمي للمعلم انطلاقا من واجبها التربوي في تأهيل وتدريب المعلمين ومسؤوليتها الاجتماعية تجاه مجتمعها وبيئتها التعليمية، وذلك بهدف تقديم الدعم العلمي والمعرفي والمهني للمعلم وتعزيز مكانته في المجتمع وزيادة اعتزازه بمهنته، إضافةً إلى إبراز دور المعلم في تحقيق رؤية المملكة 2030، حيث يعد المعلم أداة التمكين فيها لبناء الإنسان، والركيزة الأساسية لتحقيق كثيرٍ من مستهدفات الرؤية، كذلك تحقيق الدور التكاملي بين الجهات التعليمية المختلفة، وتوضيح العلاقة بين مكانة المعلم ورقي المجتمع، وإظهار الصورة المشرفة للمعلم السعودي عالميًا.. بهذه المناسبة وجه سعادة عميد كلية التربية رسالة شكر وتقدير وامتنان لكل معلمٍ ومعلمة وسلط الضوء في هذا اللقاء على أهمية الاحتفال بيوم المعلم العالمي وفعالياته والأهداف المرجوة..

 

* كيف تحتفل كلية التربية بيوم المعلم هذا العام، وما الأنشطة المخطط لها؟

تحتفل كلية التربية باليوم العالمي للمعلم عبر إقامة احتفالية يدعى لها جميع المعنيين بالمعلم في المجتمع السعودي، وتبدأ بكلمةٍ من رئيس الجامعة للترحيب به تقديرًا لدوره المميز، ويُقدَّم خلال هذه الاحتفالية فقراتٍ عديدة ترحب بالمعلم وتبرز دوره الإيجابي وتبين مكانته، وتتضمن الاحتفالية إقامة معرضٍ كبير في بهو الجامعة لمدة يومين تشارك فيه جهات عديدة تبرز دور المعلم وتدعمه.

* ما الرسالة التي تود توجيهها للمعلمين في هذا اليوم الخاص؟

رسالة شكر وتقدير لكل معلمٍ ومعلمة في هذا اليوم على جهودهم العظيمة في بناء الأجيال الصاعدة، معبرين عن امتناننا العميق واحترامنا للمجهودات التي يبذلونها؛ حيث يأتي هذ اليوم ليسلط الضوء على تضحيات المعلمين وتفانيهم في تقديم التعليم وتوجيه الطلاب وتنمية قدراتهم، ونؤكد على أهمية دورهم في بناء مستقبلٍ أفضل للأجيال القادمة، لنظهر الاحترام والامتنان الذي نكنه لهم، ومعبّرين عن أمنياتنا الطيبة لمستقبلٍ مشرق ومليء بالنجاحات، وندعو الله أن يحفظهم ويرعاهم، ويبارك في جهودهم، وفي الوقت نفسه ندعمهم ونساندهم ونشجعهم للقيام بدورٍ هام مع تعاظم هذا الدور قي الوقت الحاضر عبر الواجبات الملقاة على عاتقهم والتي تبرز دورهم الحاسم.

* كيف ترى دور المعلم في تطوير العملية التعليمية وتأثيره على الطلاب؟

يعد المعلم العنصر الرئيسي والجوهري في العملية التعليمية، فنجاحه نجاح للعملية التعليمية، حيث إنه يدير ويوظف عناصر العملية التعليمية عبر توظيف وتوجيه وتنظيم وإشراف لعناصر العملية التعليمية لتكتمل أدوارها لتحقيق الأهداف المرجوة منها، حيث يقوم المعلم بدورٍ رئيسي في توجيه وتنظيم العملية التعليمية من خلال ما لديه من معرفةٍ علميةٍ ومهنيةٍ وتربويةٍ وإدارية يستخدمها لتنظيم المواد الدراسية، وتحديد المناهج وطرق تدريسها، وتطوير المهارات الخاصة بالمتعلمين وتمكين قدراتهم وتقييم أدائهم، مما يساعد في ضمان سير العملية التعليمية بسلاسةٍ وفعالية وتحسين جودة التعليم وتطوير العملية التعليمية، وعليه يتطلب من المعلم القيام بالعديد من الأدوار في سبيل تطوير مهنة التعليم.

* ما أبرز التحديات التي يواجهها المعلمون اليوم، وكيف يمكن للكلية مساعدتهم في التغلب عليها؟

يواجه المعلم اليوم تحديات عديدة في الجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتقنية، والتي أحدثت تغيرات سريعة في المجتمعات، وخاصةً التطورات الإلكترونية السريعة التي جعلت التغير يحدث بسرعةٍ هائلة ومن الصعب التنبؤ به، ومن جهة أخرى فإن التطورات الإلكترونية أفرزت معضلاتٍ ثقافية وتربوية وتعليمية وأخلاقية جعلت مهنة التربية والتعليم صعبة، وتحتاج الى جهدٍ لمسايرة هذا التغير، فالتغير الإلكتروني أحدث انفجارًا معرفيًا أثر بقوةٍ على النظام التعليمي، فالمعرفة اليوم لا يمكن حصرها وأصبحت أكثر تخصصًا، وتخطت الحدود الجغرافية حاملةً معها ثقافاتٍ مختلفة مما يزيد من مهام التربية في ظل تراجع دور المؤسسات التربوية الأخرى في مسؤولياتها، وأصبح المعلم يواجه المسؤولية وحده؛ مما جعل مهنة المعلم مزيجًا من مهام التأهيل والتعليم والتوجيه والإشراف والنقد، وبذلك تعددت أدواره فلم يعد دوره مجرد مصدر للمعرفة بل أصبح مرشدًا وموجهًا ومتابعًا ومنظمًا لعملية التعليم.

* هل هناك برامج أو مبادرات جديدة في الكلية تهدف إلى دعم المعلمين وتطوير مهاراتهم؟

الهدف الرئيس لكلية التربية يكمن في تأهيل وتطوير المعلمين، ولذا فإن الكلية لديها برامج أكاديمية عديدة على مستوى الدبلومات والبكالوريوس والماجستير والدكتوراه، كما أن الكلية لديها مركز تربوي للتدريب يطرح برامج تربوية تدريبة تتناسب مع حاجات المعلمين ومتطلبات العصر، وتعمل الكلية على إيجاد علاقات تكاملية بينها وبين المعلمين عبر أنشطة وفعالياتٍ تربوية مختلفة مثل فعالية اليوم العالمي للمعلم الذي نحن بصدده، ويساهم عددٌ من أعضاء هيئة التدريس للعمل في المؤسسات التربوية باختلاف أنواعها لتقديم استشاراتٍ تعليمية وتربوية، كما يوجد شراكات لكلية التربية مع القطاعات المهتمة بالمعلم.

* كيف يتم إعداد الطلاب في الكلية ليكونوا معلمين فعالين في المستقبل؟

يتم إعداد الطلاب في كلية التربية عبر بناء برامجٍ تعليمية أكاديمية تتصف بالتطور المستمر بما يتواكب مع متطلبات العصر والمتغيرات المجتمعية ويلبي حاجات المجتمع السعودي وقيمه وفق رؤية المملكة 2030؛ لذا يجب أن ترتبط أهدف هذه البرامج مع أهداف المجتمع واحتياجاته، مما يطلبه الواقع التعليمي بحيث يكون خريج الكلية لديه المعارف والمهارات والقيم التي تجعله قادرًاعلى القيام بأدواره ومسؤولياته المهنيـة تجاه طلابه ومجتمعه، ولا يقتصر الإعداد على توفير البرامج الاكاديمية فقط، فلابد من توفير برامج تدريبية تكون داعمة ومكملة للبرامج الأكاديمية والدرجات العلمية، وهذا ما تقوم به الكلية عبر المركز التربوي للتطوير والتنمية المهنية، وتقدم الكلية أنشطة مصاحبة وفعالة تعمل على التطوير المهني للمعلم وتجعله قادرًا على مواكبة التغير السريع الذي تشهده المجتمعات.

* ما أهمية التعليم المستمر والتدريب للمعلمين وكيف تحفز الكلية على ذلك؟

يعد التعليم والتدريب المستمر للمعلمين أمرًا حيويًا لتحقيق التطور العلمي والتربوي ووسيلة فعالة لتحديث المعرفة وتطوير المهارات لدى المعلمين. فمع سرعة التقدم التقني والتغيرات الثقافية والاجتماعية في المجتمعات فرضت على مهنة المعلمين بأن تكون مرنة وتستجيب للمتغيرات المحيطة بالعملية التعليمية التي تأثرت بها، لذا أصبح من الضروري مواكبة هذه التغيرات ولن يتحقق ذلك إلإ عبر التعليم والتدريب المستمر للمعلمين، وذلك لبناء جيلٍ ناجح من المعلمين يسهم في تحقيق الميزة التنافسية ويساعدهم على التأقلم مع التغيرات المستمرة في مجالاتهم المهنية.

وتحفز كلية التربية التعليم المستمر عبر توفير البرامج والدورات التربوية والتعليمية في مختلف التخصصات وتحدثها بشكلٍ مستمر وتقدمها عن بعد بطرق مختلفة تراعي ظروف المعلمين بحيث تكون برامج مرنة في الوقت والمدة وآلية التقديم.

* كيف تساهم التكنولوجيا في تحسين أداء المعلم وما هي أدوات التعليم الحديثة التي تروجون لها؟

أصبح استخدام تقنيات التعليم ضرورة فرضها وضع التعليم اليوم وذلك من خلال تقديمها لكثيرٍ من الحلول التعليمية لتوفير بيئةٍ تعليميةٍ ممتعة وفعالة مع وجود مصادر متعددة للمعلومات لا يمكن وجودها في التعليم التقليدي، وقدرته على تصميم الوسائل التعليمية التي تناسب المناهج الدراسية، وتوفر مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وذلك بزيادة أعداد الطلاب وسهولة مراقبة وقياس أدائهم، وتوفير التعليم عن بعد الذي قد يكون خيارًا حتميًا للمعلم، ونرى التأثير الواضح لِأهمية تكنولوجيا التعليم في العملية التعليمية من خلال التغيير الذي طرأ على طرق التدريس المتنوعة، والنتائج الفعالة التي حققتها تكنولوجيا التعليم من خلال زيادة تفاعل الطلاب وانخراطهم بالعملية التعليمية بشكلٍ أكبر.

* كيف يمكن للمعلمين تعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية لدى الطلاب؟

يتم تعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية في البداية بتأهيل المعلمين وتدريبهم على الأساليب التربوية التي تعزز وتنمي القيم الإنسانية، وكذلك عبر دمج القيم الإنسانية في المناهج الدراسية لتصبح جزءًا من التفاعل بين المعرفة والقيم في آن واحد، وإقامة الأنشطة التربوية المحببة للطلبة والتي تهدف إلى تعزيز هذه القيم، وعمل التوازن بين المعرفة والقيم بحيث لا تطغى المعرفة على القيم وتقليص الفجوة بين القيم والمعرفة بقدر الإمكان.

* ما النصائح التي تقدمها للطلاب حول تقدير جهود المعلمين ودورهم في المجتمع؟ 

نوصي الطلاب بتقدير معلميهم لجهودهم التي لا تقدر بثمن؛ فلابد من توجيه الشكر والتقدير والثناء للمعلمين من قبل طلابهم نظيرَ ما قدموه من أجلهم، وعلى جهودهم الثمينة من أجل الرقي بمسيرة تعليمهم واكسابهم المعارف والمهارات والقيم السليمة. فبجهودهم يسير الطلاب بخطى ثابتة نحو النجاح والفلاح، يوم المعلم فرصة عظيمة للتعبير عن مشاعر الطلاب تجاه معلميهم بالشكر والمحبة والمودة، ومع هذا الشكر والتقدير يجب أن يتوج بالطاعة لتوجيهات المعلمين والاستماع لهم وتنفيذ مطالبهم التي سوف تنعكس على مستوى الطلبة العلمي والتربوي.

 

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA