الجديد في إصدار «ISO» الخامس 

تعمل جامعة الملك سعود جاهدة لبلوغ رؤيتها المتمثلة في الريادة العالمية والتميز في بناء مجتمع المعرفة، وتحقيق أهدافها التي رسمتها خطتها الاستراتيجية KSU2030، ويتطلب ذلك السير في اتجاهين أساسيين، الأول الجودة الأكاديمية وما يتعلق بها من عمليات، والثاني الجودة الإدارية وما يرتبط بها من بناء وتطوير النظم الإدارية المختلفة.

ويعد المضي قدماً في الاتجاهين ركيزة لدعم تحقيق الجامعة لأهدافها الاستراتيجية، لذا تبنّت الجامعة منذ عام 2009م المواصفات القياسية الدولية التي تصدرها المنظمة الدولية للتقييس «ISO» وخصوصاً الإصدار «ISO 9001:2008»، حيث تقوم وحدة المواصفات والمقاييس في عمادة التطوير والجودة بتقديم الاستشارات والتدريب اللازمين لتطبيق هذا الإصدار لجميع جهات الجامعة، وتمكّنت العمادة حتى الآن من تطبيق هذا الإصدار على 38 جهة في الجامعة منها 12 كلية.

وفور إصدار المنظمة الدولية الإصدار الخامس في العام 2015م، وجهت وكالة الجامعة للتخطيط والتطوير عمادة التطوير والجودة بتشكيل فريق من منسوبي ومنسوبات الجامعة لمدارسة المواصفة الدولية، ومن ثم شرعت في تقديم الاستشارات اللازمة لجهات الجامعة في إعداد وتطبيق نظام إدارة الجودة وفق المواصفة الدولية «ISO 9001 : 2015»، وبخاصة للكليات التي لم تنته بعد من إعداد مشروع لنظام إدارة الجودة وفق هذه المواصفة.

يتميز الإصدار الخامس عما سبقه من إصدارات بالعديد من المعطيات التي تدعم الجودة الإدارية وترتقي بها، فقد جاء الإصدار الجديد بحلة جديدة مطورة ذات بناء هيكلي عالي المستوى «High-Level Structure» مؤلف من عشرة بنود، بحيث يكون هذا البناء الهيكلي هو الهيكل الرسمي  للمنظمة الدولية المعتمد لكل مواصفات أنظمة إدارة الجودة التي تصدرها المنظمة الدولية «ISO» ووفق طريقة جديدة يتم فيها متابعة تبنّي المؤسسات لمنهج العملية «Process Approach» الذي يتضمن دورة «خطط – نفذ – تحقق – اتخذ إجراء» على جميع العمليات وعلى نظام إدارة الجودة ككل «Deming Circle».

ومن ناحية أخرى فقد تم توسيع إجراءات اتخاذ الأفعال الوقائية للقضاء على احتمال حدوث حالات عدم المطابقة «الواردة في المواصفات السابقة» إلى طريقة التفكير المبني على المخاطر «Risk Based Thinking» في العمليات التي تقوم بها المؤسسات من تخطيط وتنفيذ وقياس وتحسين، مما يُمَكّن المؤسسات من تحديد العوامل التي قد تتسبب في جنوح عملياتها ونظام إدارة الجودة المعمول به لديها عن النتائج المُخطط لها، وتمكّنها من وضع الضوابط الوقائية بهدف الحد من الآثار السلبية عند تلبية متطلبات المستفيدين بشكل مستمر.

كما تركز المواصفة القياسية الدولية الجديدة «وفق الإصدار الخامس» على زيادة فاعلية ودور الإدارة العليا، فالمواصفة تستند إلى سبعة مبادئ في إدارة الجودة «التركيز على المستفيد - القيادة - مشاركة الأفراد - منهج العملية - التحسين - اتخاذ القرار المبني على الدليل - إدارة العلاقات»، إضافة لإفراد المواصفة القياسية الدولية بنداً خاصاً بهذا الشأن تحت عنوان القيادة «البند الخامس».

كما تم هيكلة المواصفة القياسية الدولية بعشرة متطلبات على النحو الآتي: ثلاثة متطلبات عامة «مجال تطبيق نظام إدارة الجودة -المراجع المكمّلة للمتطلبات -تفسير المصطلحات والتعابير الواردة في المواصفة»، أما بقية المتطلبات فيمكن النظر إليها من منظور حلقة ديمنج «Deming»، حيث تم تحديد أربعة متطلبات لعملية التخطيط تشمل «معرفة سياق عمل المؤسسة -التزام القيادة بدورها في إنجاز نظام إدارة الجودة - التخطيط للعمليات - تقديم الدعم اللازم لإنجاز العمليات» وبند واحد لكل من عملية التنفيذ «التشغيل»، وعملية القياس «تقييم الأداء»، وعملية التحسين «التحسين».

وامتداداً لحرص قيادة الجامعة ممثلة في معالي مدير الجامعة على الاستمرار في تطوير وتحديث نظمها الإدارية؛ وجه معاليه كتاباً لجميع وحدات الجامعة الحاصلة على الاعتماد الإداري الدولي «آيزو» بتحديث الأنظمة لديها، وتوجيه الجهات التي لم تنته بعد من إعداد نظام إدارة الجودة بالإسراع في إعداد النظام، كما أكد -يحفظه الله- على ضرورة التنسيق الدائم مع عمادة التطوير والجودة لإنهاء المتطلبات اللازمة لذلك.

وتنفيذاً لتوجيهات معاليه، ومتابعة وكيل الجامعة للتخطيط والتطوير؛ فإن عمادة التطوير والجودة على أتم الاستعداد لتقديم الدعم لكافة وحدات الجامعة، سعياً لتحقيق الجودة الإدارية ومواكبتها للجودة الأكاديمية، للوصول إلى تحقيق رؤية الجامعة وطموحاتها المستقبلية.

أ. د. صالح بن إبراهيم القسومي

عميد التطوير والجودة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA