ضمن سلسلة برامج التعاون المشترك مع المؤسسات الأكاديمية والإعلامية الوطنية والإقليمية، استضاف قسم الإعلام حلقة نقاش علمية بعنوان «البحث العلمي والإعلام الجديد .. تساؤلات منهجية» بالتعاون مع كرسي اليونسكو للإعلام المجتمعي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الاثنين الماضي، بحضور جمع من أعضاء هيئة التدريس والأكاديميين وطلاب الدراسات العليا.
هم مشترك
بدأت الحلقة بكلمة ترحيبية من رئيس قسم الإعلام الدكتور علي دبكل العنزي والذي ثمّن مبادرة كرسي اليونسكو للإعلام المجتمعي في مبادرته بعرض فكرة إقامة الحلقة على القسم، كما رحّب بالضيوف والأساتذة أعضاء الهيئة العلمية والإدارية للكرسي، بعدها ألقى أستاذ كرسي اليونسكو للإعلام المجتمعي ومدير الحلقة الدكتور عبدالله بن ناصر الحمود كلمة الكرسي، أعرب فيها عن امتنان الكرسي وتقديره لجامعة الملك سعود ممثلة في قسم الإعلام لموافقته على مبادرة الكرسي في إقامة الحلقة ولإتاحة الفرصة لتبادل الآراء في القضايا العلمية التي تمثّل هماً مشتركاً للأكاديميين في مجال الإعلام والاتصال.
تعريف بالكرسي
قدّم الدكتور الحمود نبذة موجزة عن نشأة كرسي اليونسكو للإعلام المجتمعي وأنّه يمثّل واحداً من بين ثلاثة كراسي بحثية تحمل اسم «اليونسكو» في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، هي كرسي اليونسكو للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وكرسي اليونسكو للجودة في التعليم العالي. وقال إنّ رسالة الكرسي هي توفير بيئة بحثية واستشارية ذات معايير علمية دقيقة، تضمن إثراء المعرفة النظرية والتطبيقية المتخصصة في مجال الإعلام المجتمعي، بما يساهم في دعم قدرة وسائل الإعلام السعودية والعربية، على خدمة المجتمع وتحقيق تطلعاته، وإشباع حاجاته ورغباته، في ضوء الفهم العميق للسمات العقدية والسياسية والاجتماعية، في الوطن العربي، مع دراسة المشكلات التي تعوق قيام الإعلام بدوره المجتمعي، ومساعدة المتخصصين للتعامل الإيجابي مع هذه المشكلات.
بيئة ملائمة
وأشار إلى أن من أبرز أهداف الكرسي توفير البيئة الملائمة للبحث والتطوير في المجالات النظرية والتطبيقية للإعلام المجتمعي، وربط مخرجات البحث العلمي في الجامعة في مجال الإعلام المجتمعي بحاجات المجتمع من خلال إيجاد بيئة تقوم على الشراكة بين الجامعة والجهات الحكومية والأهلية وغير الربحية المحلية والدولية المهتمة بعمل الإعلام المجتمعي، وكذلك دعم المعرفة المتخصصة في مجالات دراسات الإعلام المجتمعي وتطبيقاته، وتحقيق التكامل في مجال البحث العلمي بين الجامعة بوحداتها المختلفة والمؤسسات البحثية داخل الجامعة وخارجها، المعنية بالإعلام المجتمعي، وأشار في ختام كلمته إلى أنّ تقرير هذه الحلقة النقاشية سيتم رفعه إلى الأمانة العامة لكراسي البحث بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وإلى مقر اليونسكو في باريس.
تساؤلات بحثية
الورقة الرئيسة في الحلقة حملت عنوان «البحث العلمي والإعلام الجديد.. تساؤلات منهجية» قدّمها عضو مجلس الشورى وعضو الهيئة العلمية للكرسي والأكاديمي المتخصص في الإعلام الجديد وقضاياه، الدكتور فايز بن عبدالله الشهري، والذي افتتح حديثه بالتأكيد على أنّ الورقة تحمل مجموعة أفكار علمية وهموم أكاديمية قابلة للمناقشة بالإضافة لبعض التساؤلات البحثية المرتبطة بظاهرة الإنترنت ومستقبل المعلومات.
أكثر الجوانب إثارة
وأكد د. الشهري أن أكثر الجوانب إثارة للباحثين فيما يخص الإعلام الجديد وانعكاساته هي منهجية البحث في تلك الظاهرة بسبب المتغيرات المجتمعية ذات التأثير المباشر، ومما ذكر من أبرز ملاحظاته ضعف المدارس العلمية المنهجية في دراسة الإعلام الجديد، وعدم وجود رموز في القيادات العلمية، وكذلك عدم وجود تراكم علمي معرفي، بالإضافة لعدم وجود البنى التحتية، كما أشار إلى غزارة المعلومات أمام الباحث لدرجة حدوث التشتت، وكثرة المتغيرات المتداخلة في دراسة الظاهرة «العولمة/التواصل الإلكتروني/التقنيات» وتحول المكتبة إلى مصدر ثانوي في البحث بسبب الاعتماد على الوسائط في جمع المعلومات والبيانات.
تحديات جوهرية
وأشار د. الشهري إلى جملة من الأمور التي تمثّل تحديات جوهرية منهجية للبحث في الإعلام الجديد، مثل تعدد المصطلحات، وعدم الاتفاق على مصطلح علمي دقيق للتعبير عن الإعلام الجديد حيث تتعدد المصطلحات وتتقاطع بين «الإعلام الالكتروني/ التفاعلي/ إعلام المواطن/ الرقمي»، ومنها تعميم النتائج/ قياس الثبات/ مجمع البحث/ مقاييس التعرض، وأشار إلى أن منشأ ذلك كله يرجع لتحولات وتبدلات حصلت في التموقع لعناصر الاتصال المعروفة على خلفية التطورات التقنية التي شهدتها وسائل الاتصال ووسائطه، مما انعكس على عنصر الإنتاج واستهلاك المحتوى، واستدل على ذلك بحالة تويتر.
***********
بووووكس
نموذج مقترح وتعقيبات
ختم عضو مجلس الشورى والأكاديمي المتخصص في الإعلام الجديد الدكتور فايز الشهري، محاضرته بعرض نموذج مقترح لتحليل دورة الرسالة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ثم فتح باب المداخلات والتعقيبات والتي تلخصت في الآتي:
- إلى أي مدى يمكن أن تتكيف النظريات العلمية للاتصال مع متغيرات الإعلام الجديد؟
- تعتبر التطورات الحديثة للإعلام تطويراً ومتغيراً كاشفاً وليست منشأً.
- ضرورة التنبه إلى أهمية التوعية بالتهديدات المختلفة من تداعيات الإعلام الجديد «خضوع الأفراد للإغراءات المادية للمعلنين مثلاً» بدرجة تهدد استقرار المجتمع.
- هناك منظورات علمية في الدراسات الإعلامية لم يتم اختبارها يمكن أن تصلح لتكون مداخل نظرية في دراسة الإعلام الجديد.
- يجب الأخذ في الحسبان عند دراسة الإعلام الجديد التفكير النسقي وليس التفكير الخطي الأحادي.
- يجب استحضار عنصر فاعل ومهم في دراسات الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي وهو المعلن.
- يجب أن يكون هناك اهتمام وعناية بدراسة الإنترنت بمستوياتها المختلفة خاصة الإنترنت السطحية والإنترنت العميقة ودورها في التعديل المعرفي.
- من التساؤلات المثارة: هل يبحث الأكاديميون في المشاكل الحقيقية التي تهم المجتمع؟ وهل تستخدم المناهج العلمية المناسبة؟ وهل يتم توظيف نتائج تلك الدراسات؟
- من التساؤلات المطروحة في النقاش والمعنية بالنظرة المستقبلية: هل تعزز ظاهرة الإعلام الجديد بشبكاته المتعددة عودة نظريات التأثير المحدود لوسائل الإعلام؟
وفي الختام تمت الدعوة لتنظيم لقاءات علمية أخرى تضم أكبر عدد من المعيدين والمحاضرين وطلاب الدراسات العليا، وشكر مدير الحلقة وأستاذ الكرسي الحاضرين وأكد أنّه سيتم ترتيب لقاء آخر أعمق يتم استكتاب مسبق بغرض الخروج بوثيقة مرجعية في إطار المنهجية البحثية في دراسات الإعلام الجديد.
إضافة تعليق جديد