أحدثت التطورات والمتغيرات العالمية المستجدة، ومن أهمها العولمة والخصخصة والتوجهات الديمقراطية والتفجر السكاني وثورة المعلومات والاتصالات، بصمات مؤثرة وتحولات حادة على كافة مناحي الحياة الإنسانية، مما استوجب على النظم التربوية المعنية، والمدارس بشكل خاص، إعادة النظر في سياساتها وبرامجها، ومهمات العاملين لديها، والأدوار الموكولة لكل منهم استجابة لتلك المتغيرات.
دراسة بعنوان «التغيّرات اللازمة في أدوار القائمين على عمليات التعلم في المؤسسات التربوية في القرن الحادي والعشرين» للباحث الدكتور محمد إبراهيم القداح، دعت إلى إعادة تحديد أدوار المدرسة ومنسوبيها من معلمين ومشرفين تربويين ومديري مدارس وكوادر فنية مساندة، انسجاما مع المهام التي يقومون بها.
وأكدت أهمية إعادة تأهيل المعلم استنادا لدوره الجديد والتغييرات النوعية في مهماته، باعتباره لم يعد المصدر الوحيد أو الرئيسي للمعرفة فقد يصل طلابه إلى المعرفة الجديدة أو المفيدة قبله اعتمادا على مهارات تقنية قد يتفوقون فيها عليه، ولذا فإن دوره قد يكون استشاريا أو توجيهيا أو إرشاديا ينبع من قيادة مقنعة وسلطة جاذبة ذات مرجعية مهنية تتنامى يوما بعد يوم.
وحددت الدراسة ملامح الدور الجديد للمعلم فيما يلي:
- تخطيط البيئة التعلمية النشطة بشقيها الفيزيقي والسيكولوجي، ليتشكل فيها مناخ اجتماعي تفاعلي يتسم بالأريحية والانطلاق والتعاون في تنفيذ المهمات التعلّمية.
- توظيف استراتيجيات تعلمية تخاطب العقل وطاقاته الهائلة، ولاتتوقف عند حدود تلقي المعرفة وتوظيفها، بل تتعدى ذلك إلى تحليلها والاستباط منها وإعادة بنائها وتطويرها.
- تبني البحوث الإجرائية باعتبارها مهمة أساسية ومتطلبا مهنيا للعاملين في الميادين التربوية والتعليمية؛ فعن طريقها يتم حل المشكلات التعلّمية والسلوكية لدى المتعلمين.
- تخطيط عمليات التعلم استنادا إلى الحاجات التعلمية للطلبة واستعداداتهم المفاهيمية.
- مراعاة قدرات المتعلمين وأنماطهم التفكيرية في تخطيط النشاطات التعلمية وتنفيذها.
- توظيف الاختبارات والمقاييس المتنوعة (الاستعدادات، القدرات، الميول) في تخطيط النشاطات التعلمية.
- التنويع في الأساليب الأدائية بما يتوافق مع خصائص المتعلمين، وتعزيز روح المبادأة والتخيل التأملي للوصول إلى أفكار جديدة وحلول غير نمطية.
- التعزيز الإيجابي لأفكار المتعلمين وإضافتهم المعرفية وتشجيعهم على التجريب والاكتشاف وتطوير البدائل والاحتمالات في معالجة المعرفة وإنتاجها.
- استثمار المصادر المفتوحة للمحتوى المعرفي (الخطوط الهيكلية، قوائم المراجع، البحوث ذات الصلة) في النشاطات التعلمية.
- تطوير استراتيجيات تقيمية للكشف عن مواطن التميز والإبداع لدى المتعلمين، وتجريب تصاميم بحثية لتطوير الأداء في ضوء استراتيجيات التفكير الناقد والإبداعي.
- السعي الدؤوب نحو النمو المهني استجابة إلى ما يستجد من أفكار وطروحات واستراتيجيات في الحقول المعرفية والتربوية.
إضافة تعليق جديد