هناك مظاهر عظيمة للإعجاز العلمي الجيولوجي في القرآن الكريم، فلو أخذنا الجبال على سبيل المثال لوجدنا أن القرآن الكريم ذكرها وأشار إليها في عدة مواضع باعتبارها آية من آيات الله الدالة على عظيم قدرته وبديع صنعه.
في قوله تعالى }والجبالَ أوتادا{، إشارة منه سبحانه وتعالى إلى أهمية الجبال ووظيفتها بالنسبة للأرض والمخلوقات التي عليها، فهي تشبه الأوتاد والكل يعرف أن الوتد يكون معظمه تحت الأرض بينما لا يظهر على السطح إلا الشيء اليسير من الوتد.
وقد ذكر ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية أن الله جعل للأرض أوتادًا أرساها بها وثبتها وقررها حتى سكنت ولم تضطرب بمن عليها، وقد يكون هذا لأنها تعادل بين نسب الأغوار في البحار ونسب المرتفعات في الجبال، وقد يكون لأنها تعادل بين التقلصات الجوفية للأرض والتقلصات السطحية، وقد يكون لأنها تثقل الأرض في نقط معينة فلا تميد بفعل الزلازل والبراكين والاهتزازات الجوفية، وقد يكون لسبب آخر لم يكشف عنه بعد.
ولم يقف القرآن الكريم عند هذا الحد من وصف الشكل فقد جاء السياق القرآني مبيناً وظيفة الجبال بأبسط عبارة، حيث قال تعالى }وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم{ في إشارة إلى أن وظيفة الجبال هي تثبيت قشرة الأرض ومنعها من الاضطراب.
كل هذه الأمور كانت غائبة عن العين والتصور البشري إلى القرنين الماضيين، وكم من قوانين وحقائق مجهولة أشار إليها القرآن الكريم ثم عرف البشر طرفاً منها بعد مئات السنين.
قال تعالى }قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفورًا رحيمًا{.
عبد العزيز مزعل العنزي
كلية العلوم - قسم الجيولوجيا
إضافة تعليق جديد