صنفت الهيئة العليا للسياحة منطقة «حرة رهط» كأول متنزه جيولوجي في السعودية يمثل «متحفًا بركانيًا مفتوحًا» ضمن مشروع «حماية المعالم الجيولوجية» في السعودية، وتم اختيارها لأسباب سياحية ومناظر جمالية متميزة، أهمها القرب من المناطق العمرانية والسكانية في المدينة المنورة وسهولة الوصول إليها واحتواؤها على أشكال بركانية متميزة، وتسعى هيئة المساحة الجيولوجية إلى تحويل منطقة «حرة رهط» إلى أول وأهم متحف طبيعي في المملكة بمساحة 72 كلم تقريباً.
تعتبر «حرة رهط» من أكبر المناطق البركانية في المملكة وتقع بين المدينة المنورة شمالاً ووادي فاطمة بالقرب من مكة المكرمة جنوباً وتغطي مساحة قدرها 20000 كيلو متر وتضم أكثر من700 فوهة بركانية، وتعتبر واحدة من 12 حقلاً بركانياً تنتشر في المملكة وواحدة من الظواهر الجغرافية والجولوجية التي تنتشر فيها الصخور البركانية.
ومرت الطفوح البركانية في منطقة «حرة رهط» بعدة ثورات بركانية الأولى سنة 21 هـ 644م وقد سبقها هزات أرضية وصفت بالعنيفة وأصوات انفجارات شديدة، وبعد هذه الثورة البركانية مرت فترة زمنية من الهدوء والاستقرار لتتلوها ثورة بركانية أخرى سنة 654 هـ 1256م، حيث حصل ثوران بركاني شديد وتدفقت الحمم البركانية لمسافة 23 كلم، وسبقت هذه الثورة البركانية هزات أرضية عنيفة وأصوات انفجارات شديدة.
يعد جبل «الملسا» -الذي يصل ارتفاعه إلى حوالي 916 متراً عن سطح البحر- بركاناً خامداً يتميز بفوهة بركانية كبيرة ذات منظر جمالي متميز، يعد من أفضل المناظر البركانية ذات الطابع المتميز، ويوصف بأنه يضم أشهر أشكال الفوهات البركانية ذات الشكل المخروطي، ونتيجة لانبعاث الغازات والحمم البركانية تكونت فراغات تشكل ما يسمى كهوفاً، وهذه عبارة عن أنابيب طويلة تمتد تحت سطح الأرض تكونت نتيجة خروج الحمم البركانية من الفوهة وانسيابها على سطح الأرض.
كما تضم الحرة نظام الشقوق الأرضية بطول حوالي 11 كلم ويتكون من عدة شقوق منتظمة على هيئة متدرجة يعود تاريخها إلى 2000 - 3000 عام، وقد تسبب انفتاح هذا الشق في حدوث زلزال المدينة المنورة، ويصحب نظام الشقوق البركانية التكوينية هذه عادة أنشطة زلزالية خفيفة، كما هو مؤكد عند انبثاق الحرة الشرقية.
وهناك فوائد واستخدامات صناعية للطفوح البركانية الموجودة في هذه المنطقة، حيث يستخدم البازلت الموجود في حرة رهط في صناعة الأسمنت البولازني، والصوف الصخري، وتعبيد ورصف السكك الحديدية وغيرها من المعادن الصناعية.
حكيم مساعد
ماجستير جيولوجيا
إضافة تعليق جديد