التبغ هو نبات يزرع للحصول على أوراقه التي يصنع منها السجائر، ويعتبر التبغ مخدرًا ويسبب الإدمان لوجود مادة النيكوتين به؛ وبحسب الإحصائيات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية يعتبر التبغ القاتل الأول في العالم، والغالبية العظمى من مستخدمي التبغ تبدأ التعاطي في مرحلة المراهقة، وهناك حالياً أكثر من 150 مليوناً من الشباب الذين يدخنون التبغ، وهذا العدد في تزايد بشتى أنحاء العالم، ولاسيما بين الفتيات.
يسبب التدخين أمراضاً عديدة، منها أمراض القلب والسكتة الدماغية وعدة أنواع من السرطان ولاسيما سرطان الرئة والالتهاب الشعبي المزمن بالرئة ومشاكل في الأوعية الدموية القلبية والطرفية والدماغية، إضافة لالتهابات اللثة وإصابات العضلات والذبحة الصدرية وآلام الرقبة والظهر وقرحة الاثني عشر ونخر «هشاشة» العظام بالجنسين وعتمة العين والتهاب عظام المفاصل وضعف القدرة الجنسية لدى الرجال وقلة الحيوانات المنوية أو تشوهها وسرعة القذف، ناهيك عن التهاب الدورة الدموية بالأطراف والتهاب القولون والاكتئاب والصدفية وكرمشة الجلد وفقدان السمع والتهاب المفاصل الروماتويدي.
وقد سُنت تشريعات واستراتيجيات عالمية للحد من تعاطي التبغ منها زيادة الضرائب المفروضة على التبغ، وحظر جميع أشكال الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته، ورغم تلك الجهود إلا أن هناك اعتقاداً سائداً يفيد أن توجيه تحذيرات فعالة إلى الشباب ينطوي على اتباع نهج مختلف عن تلك المتبعة مع البالغين؛ فقد ثبت لدى منظمة الصحة العالمية أن بذل جهود تثقيفية واسعة النطاق تصل إلى جميع الفئات العمرية هو أمر فعال في التأثير على سلوكيات الشباب أكثر من الجهود الموجهة إليهم تحديدًا.
أخيراً، لاشك أن التدخين عادة كريهة أنزلت بالإنسان العلل والأمراض، تبدأ ممارستها في المجالس الاجتماعية، حيث يعتبر عرض السجائر مقبولاً لبدء محادثة مع الغرباء في كثير من الأماكن كالعمل، الشارع، الأسواق، كما أنها تجارة رابحة، لكنها قائمة على إتلاف الحياة وتدمير العقل والجسد؛ والغريب أن الشباب على وجه التحديد يقبل على هذه السموم بلهفة وشوق، وكأنه لا يعلم أنه يسير إلى طريق الهاوية.
د. علي بن أحمد السالم
المدينة الطبية الجامعية
إضافة تعليق جديد