لا تعد نظرية «الأجناس الأدبية» وتقسيم الأدب إلى أنواع، بالشيء الجديد الذي أتى به النقاد في العصر الحديث، بل هناك مراحل مر بها الجنس الأدبي عبر التاريخ، فقد ميز أفلاطون في جمهوريته بين السرد والحوار، ولا يزال النقاد والأدباء منقسمين بين مؤيد ومعارض للفصل بين الأجناس الأدبية الذي نادى به فلاسفةُ اليونان منذ القدم.
الأدب العربي القديم
في الأدب العربي القديم، لم يكن هناك ما يسمى بمصطلح الأجناس الأدبية بمعناه الواسع؛ بيد أن النقاد العرب القدامى قسموا الأدب إلى نوعين فقط هما الشعر والنثر، واستحوذ الشعر على مساحة كبيرة من الدراسة مقارنة ببعض الأعمال النثرية الأخرى، كالمقالة مثلاً.
بدايات مبكرة
بعد توحيد المملكة، كانت المقالة أول الأنواع الأدبية التي شغف بها السعوديون؛ فبدأ الكُتاب الشبان كتابة مقالاتهم التي سرعان ما أخذت طريقها للنشر على شكل مجموعات في كتب مثل “خواطر مصرحة” لمحمد حسن عواد، و”أدب الحجاز”، كما حفلت بها الصحف والمجلات مثل: صحيفة “أم القرى”، و”صوت الحجاز”، و”مجلة المنهل” التي أصدرها الأديب عبدالقدوس الأنصاري.
ظاهرة التداخل
نظرًا لطبيعة التقارب بين المقالة والقصة القصيرة في الأدب السعودي الحديث؛ حيث جاءت بعض المقالات بأسلوب القصة، وبعض القصص كُتبت بلغة المقالة؛ فقد سعى هذا الكتاب لكشف ظاهرة التداخل بينهما، ونتائج هذا التداخل وطبيعته وأسبابه ومضامينه ودلالاته، كما قدم شخصيات سعودية أسهمت بكتاباتها الأدبية في مجال المقالات والقصص التي نُشر بعضها في الكتب أو الصحف والمجلات.
آراء نقدية
هدفت مؤلفة الكتاب، الدكتورة ندى بنت صالح أبا الخيل، أستاذة الأدب في كلية العلوم والدراسات الإنسانية بحريملاء، إلى جمع ما تفرق من النتاج الأدبي السعودي، وعرضت الآراء النقدية لبعض النقاد والدارسين حول هذا الموضوع، وحددت أسباب التداخل بين المقالة والقصة القصيرة؛ وأوضحت أن منها ما يرجع إلى الكاتب نفسه، أو يتعلق بالنصِّ الأدبي، أو بالقارئ.
موازنة
كما عقدت موازنة بين المقالة والقصة القصيرة وعددت أوجه الشبه بينهما، وحددت مستويات التداخل الثقافية، والأدبية، والاجتماعية، والسياسية، والتاريخية، وحاولت الكشفَ عن أشكال التداخل بينهما.
أهمية الموضوع
احتوى الكتاب على مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة؛ ففي المقدمة تحدث عن أهمية الموضوع وأهدافه والدراسات السابقة والمنهج المتبع في الدراسة، وخطة البحث، وفي التمهيد تناول ظاهرة التداخل بين الأجناس الأدبية، وتعريفًا للمقالة وأنواعها: الاجتماعية، والوصفية، والتاريخية والفلسفية، والذاتية، والرمزية والنقدية، وطريقة بنائها، وتعريفات القصة القصيرة التي توصف بأنها “حكاية خيالية لها معنى، ممتعة بحيث تجذب القارئ، وعميقة بحيث تعبِّر عن الطبيعة البشرية”، وشروط وعناصر القصة القصيرة من الشخصيات والأحداث والبيئة.
مستويات التداخل
عرض الفصل الأول لنشأة التداخل بين المقالة والقصة القصيرة في الأدب السعودي الحديث، وأسبابه، والعوامل التي أسهمت في انتشار الأدب السعودي في بداياته مثل التوسع بالتعليم، والصحف والمجلات، والبعثات، وغيرها. وفي الفصل الثاني تناول الكتابُ دراسة مستوياتِ التداخل بين المقالة والقصة القصيرة على مستوى العنوان والمضمون، والشكل والخصائص الفنية.
5 دلائل
ودرس في الفصل الثالث أشكال التداخل، وتناول الطرائق المتعددة التي سلكها الكتاب في كتابة نصوص التداخل، وفي الفصل الرابع قدمت المؤلفة دلالات التداخل الخمس، وهي: الدلالات الثقافية، والأدبية، والاجتماعية، والسياسية، والتاريخية. وختمت الكاتبة بسرد لنتائج الدراسة والتوصيات والاقتراحات.
إضافة تعليق جديد