تعد العمارة ناجحة إن نتج عنها مبنى محقق للمتطلبات الوظيفية، ومكون من مواد بناء محلية، وإلا استحال إلى كتل متكلفة، وعناصر مكلفة.
في السابق كان البناء يتم بواسطة الأحجار، وجذوع الأشجار، ولأن الخشب له قدرة محدودة في تحمله، فلم تكن هناك مسافات كبيرة لعرض وطول المبنى.
ومع تطور تقنيات البناء الإنشائية؛ ظهرت المنشآت الفراغية التي تعتمد على مبادئ نقل وتوزيع الأحمال، ومن ذلك القباب، والتي سمحت بفراغات أوسع، وبناء أمتن، ولم يتوقف إبداع الهندسة عند هذا الحد، بل اكتشف المصممون خواص صوتية للأبنية المقوسة؛ استخدمت هذه الخواص بشكل بديع في مساجد المسلمين القديمة لنقل وتوزيع الصوت.
ومع تقدم التقنيات، وظهور الخرسانة المسلحة، وظهور الكهرباء، ومكبرات الصوت، ومع ميل المعماريين للسرعة والبساطة، تلاشى دور القبة، بل أصبحت على العكس، عبئًا على المبنى من حيث ارتفاع تكلفتها الإنشائية مقارنة بالسقف المستوي، ومن حيث عملها العكسي كمشتت لصوت السماعات وصانع لبؤر مزعجة للصدى، هذا فضلاً عن شذوذ شكلها الخارجي في حال أقحمت في أعلى المسجد دون مراعاة للنسب الجمالية لكتلة المبني كاملة.
فهل آن الأوان للمعماريين لأن يتخففوا من أحمال الأفكار المعمارية التي لم يعد لها مبرر في هذا العصر!
د. أحمد رشدي طومان
أستاذ مساعد في العماره وعلوم البناء
كلية العمارة والتخطيط
إضافة تعليق جديد