تناولت المؤلفة والباحثة المتخصصة في شبكات التواصل الاجتماعي، دانا بويد، في هذا الكتاب ظاهرة استخدام الشباب والمراهقين لوسائل التواصل والشبكات الاجتماعية، وتحدثت عن مدى تأثير هذه الوسائل على نوعية حياة المراهقين؛ حيث ناقشت في فصول الكتاب الثمانية، هذه الظاهرة الثقافية التي تنتشر بسرعة كبيرة، وعلاقتها بالمجتمع.
اتصال أم تواصل
ذكرت في المقدمة أنّ هذه الدراسة هي محاولة لشرح واقع حياة المراهقين على شبكة الإنترنت، موجهة للأشخاص الذين يشعرون بالقلق حيالهم مثل الآباء والمربين، واستدلت بإحصائيات أفادت أن أكثر من80 في المئة من طلاب المدارس الثانوية في الولايات المتحدة يملكون هواتف محمولة، لكن المفاجئ في الدراسة أن القليل منهم يستخدمونها في إجراء الاتصالات الهاتفية، بينما الاستخدام الأكثر هو التقاط الصور والتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الهوية
الفصل الأول حمل عنوان “الهوية” وطرح سؤالًا: “لماذا يبدو المراهقون غرباء على شبكة الإنترنت؟” وذكرت المؤلفة أنه غالبًا ما يتصور المراهقون متابعيهم على أنهم “أصدقاء” بغض النظر عن الواقع، ويتفاعلون معهم بشكل يختلف عن تعاملهم مع أسرهم أو معلميهم، كما إنهم يتنقلون بين البيئات والوسائط والمجموعات الاجتماعية.
الخصوصية
ناقش الفصل الثاني، والذي حمل عنوان “الخصوصية” سؤالًا مفاده: “لماذا يتشارك الشباب المعلومات على نحو واسع؟” وتطرقت الكاتبة من خلال الإجابة عن هذا السؤال، إلى معنى الخصوصية لدى المراهقين، والتي تمثل قيمة مهمة بالنسبة لهم.
الإدمان
كان عنوان الفصل الثالث “الإدمان” واهتم بقضية “ما الذي يجعل المراهقين مهووسين بوسائل التواصل الاجتماعية؟” وذكرت أن المفهوم الشائع للإدمان طالما ارتبط في أذهان الناس بالمخدرات وتعاطي الكحول، حتى عام 1995 عندما ظهرت عبارة “إدمان الإنترنت” بمعنى الدوافع السلوكية، التي صاغها الطبيب النفسي إيفان غولدبيرغ، والتي غالبًا ما يُنظَر إليها على أنها مشكلة تخص الشباب.
التحرش
وكتبت في الفصل الرابع عن “خطر التحرش” وطرحت سؤالًا: “هل المتحرشون متربصون في كل مكان؟” وأشارت إلى أنَّ الأمر يشكل أسوأ كابوس للوالدين، ودائمًا ما يلقي المجتمع باللوم على وسائل التقنية؛ لأنها وضعت الشباب في مواطن الخطر.
المضايقات
في الفصل الخامس، تناولت موضوع “المضايقة”، وهل تزيد وسائل التواصل الاجتماعي من الممارسات السيئة؟ وذكرت أنه مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ارتفعت وتيرة القلق من ظاهرة “المضايقة عبر الإنترنت”، في حين يرى آخرون أنها ليست بجديدة، وكل ما حدث هو أن الآلية تغيرت وأصبحتْ أكثر تنوعًا، كما كان الهاتف قبل الإنترنت.
التباين
أما الفصل السادس فحمل عنوان “التباين” وتحدثت المؤلفة فيه عن: “هل تساعد وسائل التواصل الاجتماعي على معالجة الانقسام والتباعد بين أفراد المجتمع؟” وقالت إن التقنية عبر الزمان طالما بشَّرت بترابط المجتمع؛ كما حدث في عام 1858، عندما بدأ العمل بتلغراف شركة المحيط الأطلسي عبر الأطلسي، فأمِلَ الكثيرون أنَّ هذا الجهاز الجديد سيساعد على ربط الناس في جميع أنحاء العالم، وتقوية أواصر الصلة بينهم.
المواطن التقني
وطرح الفصل السابع “المعرفة التكنولوجية” قضية أصبحت مثار جدل شديد: هل شباب اليوم مواطنون تقنيون؟ إن الراشدين دائمًا ما يعتقدون أنَّ المراهقين على دراية كبيرة بمسائل التقنية الجديدة؛ بحكم أنهم نشأوا في ظل وجود الإنترنت، لكن الحقيقة أن ما يميزهم هو فضولهم الشديد للمعرفة والتطبيق، ومع الاختلاف الكبير في المعرفة والخبرة بين الجيلين، فإنَّ المراهقين بحاجة إلى التحلي بمهارات النقد.
تحقيق الذات
وبلور الفصل الثامن والأخير رؤية الكاتبة عن “البحث عن مساحة لتحقيق الذات”؛ حيث خلُصت إلى أن هدف المراهقين من شبكات التواصل الاجتماعي هو أن يشاهِدوا ويُشاهَدوا، وأن ينخرطوا في المجتمع، ويتمتعوا بحرية الاستكشاف بعيدًا عن رقابة الآباء والمدرسة.
إضافة تعليق جديد