يلعب الشباب دوراً مهماً في بناء وتنمية المجتمعات، ولا يقتصر دورهم على مجال محدد، بل يتقاطع مع جميع المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها، وتعتبر مشاركة الشباب في عمليات التنمية قيمة اجتماعية في المقام الأول، وتكمن أهميتها في تحقيق الشاب لذاته وشعوره بأهميته وقيمته؛ فعندما يشارك الشباب في العملية التنموية فهم يشتركون في وضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات داخل المجتمع، وهذا يعني أن هناك إجماعاً بين شرائح المجتمع على هذا المشروع أو ذاك.
ولكن مع الأسف يعاني الكثير من الشّباب في هذه الأيّام من مشكلة عدم وضوح الهدف والرّؤية لديه عندما يقبل على سوق العمل بعد إنهاء دراسته الجامعيّة. كما يعاني من عدم وجود التّوجيه المجتمعي المناسب له إلى جانب غياب التّأهيل الصّحيح له حتّى يكون قادراً على اقتحام سوق العمل بقطاعاته المختلفة والمتنوّعة بدون حواجز أو عقبات.
إن التّأهيل هو أول مراحل بناء الشخصية العاملة والمنتجة لدى الشاب بحيث يكون مؤهلاً لشغل الوظائف التي تتطلب جهوداً ومهارات معينة، ويتم تأهيل الشباب من خلال ما يلي:
- أولاً: تحمل المسؤولية، فالشباب الواعي بحجم المسؤولية الواقعة عليه المستعد لتحملها والقيام بمتطلباتها على أكمل وجه هو الشباب الأكثر تأهيلًا لدخول سوق العمل، نظرًا لأن هناك أعمالاً كثيرة في سوق العمل تتطلب شبابًا على قدر كبير من تحمّل المسؤولية بسبب صعوبة تلك الأعمال أحيانًا أو بسبب أهميتها بالنسبة لأصحاب العمل الذين يهمهم نجاح مؤسساتهم وأعمالهم.
- ثانياً: القضاء على الثقافات التي تُزرع في نفوس الشّباب وتكون عائقًا لهم عن دخول سوق العمل واقتحامه، ومن هذه الثّقافات الخاطئة ثقافة العيب التي تقوم على فكرة رفض القيام ببعض الأعمال بحجة عدم تناسبها مع وضع الشاب الاجتماعي أو التعليمي، فإذا ما نجح المجتمع من خلال برامج إرشادية معيّنة من القضاء على هذه الثقافة أصبح الشباب مؤهلًا تمامًا للقيام بها، وهذا ينعكس إيجابًا على الفرد والمجتمع حيث تقل نسب البطالة وربما يقضى عليها، ويتحسن مستوى الفرد ولا يصبح عالة على غيره.
- ثالثاً: رفد الشباب بالمهارات التي تحسّن من أدائهم وتجعلهم قادرين أكثر على القيام بالأعمال وتأديتها على أحسن وجه، ومن هذه المهارات مهارات الاتصال ومهارة بناء الفريق والعمل ضمن المجموعة، ومهارات استخدام التقنية بأشكالها المختلفة.
- رابعاً: خوض تجارب عملية قبل التخرج، فالطالب عندما يكون على مقاعد الدراسة وقبل تخرجه بقليل يحتاج إلى خبرات عملية ويحتاج إلى خوض تجارب حقيقية في الحياة تمكّنه من كسر الحاجز النفسي وتسهل عليه عملية الانتقال إلى المرحلة الأخرى في حياته وهي مرحلة العمل وتحمل المسؤولية.
أخيراً، ينبغي على الجميع سواء في القطاع الحكومي أو الخاص أن يثقوا بالشباب السعودي، وإعطائه الفرصة كاملة لإثبات جدارته وقدرته في العمل وتحمل المسؤولية، ومن ثم محاسبته عند التقصير، وإلى اللقاء.
د. علي بن أحمد السالم
المدينة الطبية الجامعية
إضافة تعليق جديد