سعى المؤلف من خلال هذا الكتاب لوضع أسس علمية حديثة لعملية الكتابة إلى وسائل الإعلام، فلغة الإعلام قد فرضت نفسها، وأصبح الجمهور يعاني ارتباكًا في تفسير العديد من الكلمات والعبارات، في ظل تعدُّد المستويات الإعلامية التي يتلقاها يوميًّا، وارتداء لغة الإعلام رداء العامية تارة، أو الأدبية الصرفة تارة أخرى، أو الخلط بين هذا وذاك.
صياغة مؤثرة
بعد أن شهدت السنوات الأخيرة ظهور أنماط جديدة في أساليب الكتابة والتحرير، وظهر بين أوساط الصحافة والإعلام جيل جديد من الكُتاب والمحررين والمراسلين، تأثروا بتلك الاتجاهات؛ أصبح من الواجب على الإعلاميِّ، حسب وجهة نظر المؤلف، أن يقدم مادته بصياغة سليمة ومؤثرة ويساعد الجمهور في تنمية قدرته على القراءة والاستيعاب.
بين الكتابة والتحرير
تطرَّق الكتاب في المقدمة إلى الفرق بين “الكتابة” و”التحرير” الإعلاميِّ؛ وعرَّف الأولى بأنها المرحلة الأولى لصياغة المادة الصحفية، بعد انتهاء جمعها من مصادرها المختلفة، مستكملة لكلِّ جوانبها المعرفية، ويصبح المحرر بعدها مطالَبًا بأن يقدِّم هذه المادة في صورتها النهائية، أي يخضعها لعملية «التحرير والصياغة» لتصبح صالحةً للنشر.
أسس الكتابة الإعلامية
خُصص الفصل الأول كمدخل إلى لغة الكتابة والإعلام، وتحدث عن تعريفهما اللغوي والتاريخي، وعن لغة الكتابة الأدبية والإعلامية، فالأديب فنان يستعمل الألفاظ على النحو الذي يروقه، أما الصحفي فيلتزم بأسلوب البساطة والتوضيح. كما تطرق إلى اللغة والإعلام والاتصال، وتناول أسس الكتابة الإعلامية.
الفنون التحريرية
في الفصل الثاني تناول فنَّ الكتابة الصحفية، والفرق بين الأسلوب الصحفي والأسلوب الأدبي، وشرح كيفية كتابة وتحرير الفنون الصحفية والإعلامية، وتحدث فنون تحرير كل نوع من أنواع الصحافة، ومنها أسلوب الخبر والمقالة، والنقد الفني، والتقرير، والمقابلة، وصولاً إلى التحقيق والبحث الصحفيِّ.
الكتابة للإذاعة
أما الفصل الثالث فقد حمل عنوان “الكتابة للإذاعة”، وكتب فيه عن خصائص الكتابة بالأسلوب الإذاعي الذي يخاطب الأذن، والذي يختلف عن أسلوب الكتابة الذي يخاطب العين، ويهدف إلى نقل الأفكار والآراء والمعلومات إلى المتلقي بقدر كبير من اليُسر والسهولة والسرعة والتشويق والاختصار.
الكتابة للتلفزيون
وفي الفصل الرابع تطرق إلى أسلوب وخصائص الكتابة الإعلامية للتلفزيون الذي استمد الكثير من قواعد عمله من الراديو، والذي يعتمد على أناس يخاطبون الجمهور مباشرة بالصوت والصورة؛ مما يتطلب أن تكون الكتابة للعين والأذن؛ فالصورة تجذب العاطفة، والكلمات تخاطب العقل.
خصائص مشتركة
في الفصل الخامس تناول الخصائص المشتركة لأسلوب الكتابة إلى وسائل الإعلام، وذكر أن اللغة العربية استطاعت أن تفي بحاجات الصحافة والإذاعة والتلفزيون، وأن تستجيب لتطورها، وتساير أساليبها، مع كلِّ مرحلة جديدة، وأن من الخصائص المشتركة الموضوعية والتبسيط والوضوح والدرامية.
الإعلام والترجمة
وخصص الفصل السادس للحديث حول الكتابة الإعلامية والترجمة، وأشار إلى أن ظروف صناعة الاتصال الضخمة والقوى المسيطرة عليها جعلت من الواجب الاهتمام بالترجمة، حيث تؤكد كثير من الدراسات أن حوالي 80% من الأخبار والأنباء العالمية تأتي من لندن وباريس ونيويورك.
العلاقة مع القارئ
تناول الفصل السابع العلاقة بين الكاتب الصحفي والقارئ، وذكر أن دارسي الفن الصحفي يتنبأون بأن الجمهور يجب أن يقرأ الأخبار دائمًا، مهما سمعها من أجهزة الاتصال المختلفة والفنية، بل إنه من المرجح أن هذا يدفع القارئ أكثر لقراءة مثل هذه الأخبار التي سمعها؛ فيبني موقفه في تروٍّ وثقة.
أهمية المراجعة
وفي الفصل الأخير كتب عن أهمية مراجعة المواد الإعلامية وتحريرها، وذكر أنه يشترط في المراجع «المحرر النهائي» أن يكون قد عمل لفترة طويلة في العمل الصحفي، وعلى درجة كبيرة من الخبرة اللغوية، والقدرة الفائقة على تطويع الكلمات والدقة والسرعة.
إضافة تعليق جديد