عندما أمرنا الله سبحانه وتعالى بالجودة والإتقان نسب هذا العمل إلى نفسه، عزَّ وجل، لأهميته الكبيرة حينما قال في كتابه الكريم «صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ» النمل 88.
وحينما نتحدث عن الجودة فإننا نتحدث عن أسلوب عمل وطريق ممهد للتميز والوصول إلى الغايات بأفضل صورة ممكنة، حيث نجد أن غالبية الأمور التي تخلو من الجودة عادة ما تكون هشة سهلة التفكك غير مستدامة، وبالتالي تكون غير نافعة، أي أن مسألة الجودة والإتقان مسألة إلزامية ينبغي أن نضعها نصب أعيننا حينما نمارس أي عمل سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد العام.
وكما نعلم أصبح التركيز والاهتمام الكبير الآن في ممارسة الجودة وخاصة الجودة في مخرجات التعليم والذي يشكل هاجساً لدى العديد من الدول الحريصة على التقدم والازدهار، حيث تم تخصيص شهر نوفمبر من كل سنة للاحتفال به وتأصيل مفهومه وتعزيز ثقافته لدى الفرد والمجتمع والنهوض بهم إلى مجتمع المعرفة.
ولاسيما أن دولتنا الحبيبة خصصت لهذا المفهوم جزءًا كبيرًا من رؤيتها المستقبلية «رؤية المملكة 2030»، حيث أطلقت برنامجًا ضخمًا أسمته «جودة الحياة» والذي يضم أهدافًا ومشاريع تحاكي واقع الدول المتطورة لتغرس لدى المجتمع السعودي عادة الجودة في شتى أمور الحياة ويصبح أسلوبًا في العيش وليس أنظمة وقوانين تثقل عاتق الفرد وتجعل من ممارسته شيئاً من التأزم والملل.
مها بنت عبدالكريم النافع
نائبة المشرف على المكتب التنفيذي للخطة الاستراتيجية
إضافة تعليق جديد