يعتبر «ضعف الشخصية» من المشاكل النفسية التي يعاني منها شريحة كبيرة من البشر بمختلف فئاتهم، ويؤثر ضعف الشخصية سلباً على حياة الفرد بكافة جوانبها وقدرته على اتخاذ القرارات.
قد تظهر علامات ضعف الشخصية في مرحلة الطفولة عند اتخاذ القرارات في أي أمر خوفاً من العقاب أو الفشل المترتب على هذه القرارات، ولهذا فإن من اللّازم التركيز على علاج هذه المشكلة في وقت مبكر لما لها من تأثير على حياة الفرد في المستقبل.
تتعدد أسباب ضعف الشخصية، فإما أن تكون من الفرد نفسه أو المجتمع والبيئة التي يعيش فيها، ومنها تهويل المواقف وإعطائها حجماً أكبر من حقيقتها، والميل إلى موافقة الجميع في آرائهم حتى وإن كان في الحقيقة يمثل عكس ذلك أو التلقي المستمر للانتقادات الجارحة، سواء كان في المنزل أو العمل ونظرة الأشخاص السلبية والشعور بمراقبتهم له في كل وقت, أيضاً عدم إعطاء الطفل فرصة للتعبير عما بداخله أو تدليله بشكل مبالغ فيه، فمشكلة ضعف الشخصية لا يمكن أن تكون وليدة اللحظة بل هي من ترسبات على مر السنين.
مظاهر ضعف الشخصية التي قد تعرّض الفرد للفشل في حياته الاجتماعية وتكون عائقاً أمام تحقيق أهدافه كثيرة، ومنها الخجل الذي يقلّل من العلاقات الاجتماعية، والاستسلام المباشر عند مواجهة المشاكل، والرهبة من التواصل البصري أثناء التحدث مع الآخرين، والخوف الزائد على مشاعر الآخرين أو الخوف من إزعاجهم والحرص على تلبية رغباتهم على حساب راحة الفرد وحقوقه.
ينعكس تأثير ضعف الشخصية على نفسية الفرد وحياته وإلحاق الضرر بها بشكل مستمر ودائم إن لم يتداركها ويقف أمامها لإيجاد العلاج المناسب لها، ومن طرق العلاج المقترحة وضع عبارات إيجابية يقرأها الفرد كل صباح لتمنحه طاقة إيجابية، والتعمق في بحر العلم والثقافة والإدراك بأن جميع البشر لديهم عيوب ومزايا وأن يظهر الفرد بالشخصية التي يريد أن تظهر للناس وليس ما يريد الناس أن يكون عليه واستثمار طاقاته ومواهبة فيما ينفعه.
ما يمكن استخلاصه هو أن إدراك ووعي الفرد بوجود مشكلة نفسية واعترافه بها من الأمور الإيجابية التي تساعد حتماً بحل المشكلة وبأسرع وقت ممكن وبتطور وتحسن ملحوظ على حياته وصحته النفسية ليعيش حياة هنيئةً وأكثر هدوءاً بعيداً عن التوتر والخوف والقلق، لذلك يجب على الفرد التثقف في مجال المشاكل النفسية وإيجاد حلول لها وحتى إن اضطر به الأمر إلى زيارة الطبيب النفسي فليس من المخجل استشارة شخص لديه خلفية كاملة وصحيحة عن هذه المشاكل لمساعدتك على تخطيها.
لجين محمد أبوحيمد
قسم الإعلام
إضافة تعليق جديد