تعد سنغافورة من أبرز الدول الرائدة في عملية إعادة التدوير والحفاظ على البيئة، ومن شدة حفاظهم على البيئة تُلاحظ شوارعهم نظيفة وبراقة، وكل نفايات سنغافورة التي لا يمكن إعادة تدويرها يتم حرقها في أماكن خاصة ويتم نقل الرماد الناتج عن حرق هذه النفايات إلى جزيرة بولاو سيماكو الصناعية التي تعد بمثابة مكب لهذا البلد الآسيوي الجميل.
ورغم أن جزيرة «بولاو سيماكو» تعد مكباً لنفايات سنغافورة إلا أنها يطلق عليها «جنة النفايات»، فلو ذهبت إلى هذه الجزيرة فلن تُلاحظ إلا الروائح العطرة والمناظر الخلابة، ويُقَدَّر أن تتحمل هذه الجزيرة إلقاء قمامة سنغافورة حتى عام 2045م، كما وثقت ذلك وزارة البيئة هناك.
يتم الاستفادة من عملية حرق النفايات في إنتاج الطاقة، ومن الجميل أن الناظر من الخارج إلى المصنع الذي يُستخدم لحرق النفايات لا يُلاحظ تصاعد أدخنة من مداخنه وكأنه لا يعمل، بينما هو يعمل وبكامل طاقته لحرق نفايات سنغافورة، فهم يستخدمون مداخن خاصة للحفاظ على البيئة.
أما الحرارة الناتجة عن حرق النفايات فتُنتج طاقة، وهذه الطاقة يتم الاستفادة منها في توليد الكهرباء ويتم بيع ما نسبته80% منها، حيث إنها أكثر من حاجة المصنع، بمبلغ يصل إلى 70,000,000 دولار سنغافوري في السنة، وحجم الرماد الناتج عن عملية حرق النفايات يصل إلى 10% فقط من حجم النفايات قبل حرقها، وهذا الرماد الناتج يتم الاستفادة منه في عمل جزيرة صناعية، وبهذا يمكن القول إنهم وصلوا إلى مرحلة إعادة تدوير الرماد الناتج من حرق النفايات.
أ. نسيم منصور آل أيوب
ماجستير العلوم في العلوم البيئية
قسم الكيمياء الحيوية– كلية العلوم
إضافة تعليق جديد