العسل غذاء سكري لابد أن تتوافر له حيثيات ومعايير محددة حتى يمكن وصفه بالطبيعي، وبالتالي يحتمل أن تكون له صفة علاجية، وعندها يمكن أن ينطبق عليه التعبير الرباني }شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ{.
أبرز وأهم تلك المعايير والشروط أن يكون مصدره برياً أو حدائقياً، لأن النحل مبرمج على تلك المصادر }ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا{، وأن يكتسب البصمة الكيميائية للمصدر الطبيعي، وأن لا يكون مصدره الأساسي شراب سكر المائدة الذي يمكن أن يقدمه «النحال» له خاصة في فصل الشتاء.
أيضاً من المعايير أن لا يكون شفافاً أو صافياً تمامًا، فالزيوت الطيارة للمصادر النباتية وحبوب اللقاح لابد من وجودها وهي هامة كذلك في الفعل العلاجي، وأن يكون خالياً من مادة الهيدروكسي ميثايل فيرفورال أو لا تتعدى نسبته عن 40 ملج في الكيلوجرام، وإلا كان كله أو بعضه مغشوشاً أو كان عسلًا سيئ التخزين أو عسلًا قد تعرض للشمس فترة طويلة بعد تعبئته.
وتقدر قيمة العسل حسب تحاليل جودة خاصة مثل الفاعلية المضادة للأكسدة، ونسبة المحتوى الفينولي أو الفلافونيدي، ووجود فيتامينات B و C، مع الأخذ في الاعتبار أن المادة السكرية الموجودة في العسل «جلوكوز + فركتوز + نسبة ضئيلة من السكروز» ليس لها شأن علاجي.
المؤسف في الأمر أن معظم مصادر العسل لا تضع بعض أو كل المعايير السابق ذكرها على العبوات، وقد يكون ذلك راجعاً للكلفة العالية للتحاليل المطلوبة لكل تشغيلة أو لعدم كفاية المعايير الحالية لنيل تراخيص التسويق، وبالتالي يجب أن تحصل على العسل من مصدر ثقة شخصية أو من مصادر تجارية ذات سمعة عالية، ويجب أن يحمل العسل رائحة مخففة من مصدره المكتوب علي الأقل.
هناك اختبار بسيط يمكن إجراؤه للتأكد من جودة العسل وهو تدليك نقطة من العسل مع كربونات الصودا بين الإبهام والسبابة ومقارنته مع مثله بدون كربونات الصودا، العسل الطبيعي يعطي لوناً أصفر إلى برتقالي بالمقارنة مع الأصل.
معظم الاختبارات المشهورة وخصوصاً منها الشعبية ليست ذات معنى، فهي تقيس نسبة رطوبة أو درجة لزوجة العسل والتي يمكن أن يفي بها أي محلول سكري متحول منعدم الرطوبة.
أ. د. عطا الله فؤاد أحمد
أستاذ علم العقاقير
كلية الصيدلة
إضافة تعليق جديد