حمداً لك اللهم ربنا وشكراً؛ حمداً يليق بجلالك وثناءً يستمطر رحماتك وشكراً يسترحم عطاءك، فأنت أهل الحمد والشكر والثناء.
مضى عام وأقبل عام؛ ودَّعنا الأول فانكتب في صفحة أعمارنا عامٌ بأحداثه وأقداره وعطائه ومنجزاته، ونستقبل عاماً جديداً بإشراقات آماله وتطلعات خيراته.
ودَّعنا عاماً لم يكن كأي عام؛ عام حل بالدنيا فيه بلاءٌ عظيم؛ هو وباء «كوفيد - 19» الخطير الذي شلَّ العالم وعطل الحياة وحبس الأنفاس، غير أنه في كل محنة منحة؛ فكان هذا الحدث الجلل مثبتاً لحكمة قيادتنا الرشيدة وحرص ولاة أمرنا وإخلاص رجال دولتنا، فكانت المملكة العربية السعودية رائدة في احترافية تعاملها وتميز سبقها وحزم قيادتها، فلله الحمد والامتنان، ثم للقيادة الرشيده الولاء والثناء، والله المسؤول أن يجزيهم عنا خير الجزاء.
لقد كانت جامعتنا العريقة، جامعة الملك سعود، كعادتها في المناسبات والأحداث رائدة سباقة بقوة تفاعلها وتميز عطائها وعظم أثرها، ولقد أثبتت في هذا الحدث الجلل عراقتها وقوتها؛ حيث كانت بحمد الله أنموذجاً يحتذى في تعاملها وتفاعلها وكانت إحدى أقوى القنوات التي ساهمت في ضمان استمرار العملية التعليمية عن بُعد، وأنتجت في وقت قياسي وإحكام مثالي تحولاً كاملاً للتعليم عن بُعد، فوضعت بدائل تعليمية رائعة عبر منصات تعليمية متنوعة وطرائق توضيحية متعددة لمختلف المقررات الدراسية، شملت المواد العلمية والدروس والأنشطة والمقاطع المرئية ومحاكاة التجارب العملية والمقررات الإكلينيكية، كما قدمت الجامعة العديد من الدورات التدريبية الافتراضية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس مما أسهم في انسيابية ونجاح العملية التعليمية لأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات في مختلف مراحل التعليم الجامعي.
وما كان ذلك ليتم لولا توفيق المولى جل وعلا، ثم توجيهات ودعم القيادة الرشيدة حفظها الله وأعزها، ثم بذل وعطاء وإخلاص قيادة الجامعة ومسؤوليها ومنسوبيها وخاصة أعضاء هيئة تدريسها؛ الذين سطروا صفحات ناصعة ودونوا سجلاً خالداً، وكانوا أنموذجاً فريداً في استشعار قيمة المواطنة ورسالة الجامعة ومكانة العلم؛ فكانت النتائج بحمد لله مبهرة.
أيها الزملاء والزميلات:
حمداً لله على السلامة وعوداً حميداً وعاماً حافلاً مشرقاً جديداً، وترحيباً بمقدمكم يتهادى وتهنئة من القلب بعامكم تتعالى، والثقة بكم ليس لها حدود والأمل كله بعد الله عليكم معقود.
إن وكالة الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية قد استنفذت جهودها واستكملت استعداداتها لخدمتكم، وتتطلع بشغف إلى مشاركاتكم الفاعلة لخططها ومشروعاتها؛ متطلعين ومؤملين في عام دراسي حافل بكل مفيد وبناء في بيئة علمية ترتفع فيها مستويات الجدية والانضباط ونحن نعد إنسان هذا الوطن.
وفي هذا المقام أذكر نفسي وزملائي بالواجب العظيم والمسؤولية الجسيمة الملقاة على عواتقنا جميعاً؛ رزقنا الله جميعاً الإخلاص وأمدنا بالعون وأكرمنا بالتوفيق.
أبنائي الطلاب والطالبات:
أهنئكم بالعام الدراسي الجديد, ومع بداية طريق المستقبل المشرق – بعون الله – فإن وكالة الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية أعدت عدتها لخدمتكم, وترغب في مشاركتكم لخططها ومشروعاتها, وهذا يتطلب منكم الجهد والبحث والاستفادة من إمكانات الجامعة ومصادر تعلمها, وعدم التراخي في تحقيق رسالة ورؤية الوطن.
وختاماً؛ فإني أثمن بزهو الجهود الكبيرة التي تبذل من قبل معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ ومعالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر ووكلاء الجامعة ومسؤوليها، والتي تدعم مسيرة التنمية والبناء في أرض الخير والعطاء، كما أشيد بامتنان بنجاح زملائي وزميلاتي عمداء الكليات ورؤساء الأقسام وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة ومنسوبي الكليات والعمادات المساندة في مواجهة هذه الجائحة وإنجاح تجربة التحول نحو التعليم الرقمي وتطوير ممارسات التعليم عن بعد والنهوض بها.
والله من وراء القصد وهو الهادي والموفق إلى سواء السبيل.
د. محمد بن صالح النمي
وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية
إضافة تعليق جديد