اهتم ديننا العظيم بحياة المسلم في كل جوانبها، ومن ذلك حمايته ووقايته من الشر والضرر، بل إن الالتجاء إلى الله تعالى والدعاء من أعظم العبادات وأفضل الطاعات، فالله عز وجل يحب المستغيثين به، المستعيذين به، قال تعالى: }قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ{ الفرقان 77.
ومع انتشار الأمراض والأوبئة تزداد حاجة المسلم إلى التحصن بالآيات والأذكار الشرعية للحماية بعد إذن الله تعالى، وهي آيات أو أدعية ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم، تقال في أوقات أو أماكن بقصد الحفظ والحماية من الله تعالى.
قد يظن البعض أن هذه الأذكار فقط للحماية من الحسد أو الجن والشياطين، وهذا فهم قاصر، لأن الشارع الحكيم لما أمرنا بالتعوذ بالله تعالى لم يقصر ذلك على الاستعاذة من الجن والشياطين فقط، بل هي استعاذة مطلقة من كل شر، فمثلا في قوله تعالى في سورة الفلق }من شر ما خلق{ جاء بصفة العموم، فشمل الاستعاذة من كل شر في الحياة.
قال الشيخ السعدي رحمه الله: «قل متعوذًا «أَعُوذُ» أي ألجأ وألوذ وأعتصم «بِرَبِّ الْفَلَق» أي فالق الحب والنوى وفالق الإصباح، «مِنْ شَرِّ مَا خَلَق» وهذا يشمل جميع ما خلق الله، فيستعاذ بخالقها من الشر الذي فيها».
وقد تنوعت هذه الأذكار لتشمل حياة المسلم فمنها ما هو للصباح والمساء والنوم والأكل والدخول والخروج من المنزل والسفر والنزول في الأماكن والأسواق والمواسم كالرياح والاستخارة وغيرها، لينال المسلم عناية وحفظ الله له، قال تعالى }لَهُ مُعَقِّبَاتٌ من بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّه{.
من هذه الأذكار ما رواه عبدالله بن خبيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «قل «قل هو الله أحد» و«المعوذتين»، حين تمْسي وتصبح ثلاث مرات، تكْفيك من كل شيء». رواه الترمذي.
وروى مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم، إذا أمسى قال «أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لِله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رَبِّ أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر. وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: «أصبحنا وأصبح الملك للَّه».
وفي الحديث «لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات، حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يديّ ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي». صححه الألباني.
ودعاء الخروج قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا خرج الرجل من بيته فقال «بسم الله توكلتُ على الله، ولا حول ولا قوةَ إلا بالله». يقال حينئذ: هُديت وكُفيت ووُقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هُدي وكُفي ووُقي؟». صححه الألباني.
وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات اللَّه التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك». رواه مسلِم.
هذه نبذة من بعض الأذكار، مع التنبيه والتأكيد على أهمية أن يقولها المسلم بيقين وإيمان بالله تعالى، فهو سبحانه بيده كل الأمور.
د. هدى ناصر الشلالي
قسم الدراسات الإسلامية
Halshelali@ksu.edu.sa
إضافة تعليق جديد